How golden age Arab-Islamic scholars revolutionized sleep physiology and dream analysis

قدّم علماء العرب المسلمين في العصور الوسطى (من القرن السابع إلى الثالث عشر الميلادي) مساهماتٍ محوريةً في علم النوم، لم تُقدّر حق قدرها، مزجوا فيها بين الملاحظة التجريبية والفهم الفقهي. تتناول هذه المراجعة النصوص الأساسية، وخاصةً كتاب "الحاوي في الطب" للرازي وكتاب "القانون في الطب" لابن سينا، إلى جانب المراجع الثانوية، لإلقاء الضوء على فهمهم المتقدم لفسيولوجيا النوم واضطراباته والأحلام. كان الرازي رائدا في المنهجيات السريرية المبكرة، مستخدما مجموعات مقارنة لتقييم علاجات اضطرابات النوم. قدّم ملاحظات مُفصّلة عن "شلل النوم"، مُميّزا بين الأنواع المُتمركزة في المعدة والدماغ، وتناول حالات مثل الأرق وسلس البول الليلي. تتوافق توصياته المتعلقة بالممارسات الصحية في النوم، والتي تُركّز على النظام الغذائي والروتين والتوازن العاطفي، بشكلٍ لافت مع أفضل الممارسات الحديثة. قدمت نظرية ابن سينا النفسية (الروح النفسية) تفسيراً ميكانيكياً لانتقالات النوم واليقظة، واقترح ثلاث مراحل للنوم بناءً على تغيرات النبض. كما قدم وصفاً مبكراً وذا صلة سريرية لأعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي، موصيا بالعلاج الوضعي. تُظهر تحليلاته لوضعية النوم، والهضم، وعلم الأدوية نهجاً منهجياً لا يزال صالحاً حتى اليوم. كذلك، وسّع ابن النفيس نظرية النوم مجادلا بأن القدرات الداخلية، مثل الخيال، تظل نشطة أثناء النوم، مما مهّد الطريق لفهم حديث للتنشيط العصبي الانتقائي. وصف ابن الجزار فرط النوم (السبات) والانهيار المرتبط بالصرع، ملمحا إلى المفاهيم المبكرة لمرض النوم القهري (الانتيابي). تُقر نظرية الأحلام الإسلامية، المستندة إلى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، بالأحلام كظواهر فسيولوجية ورسائل روحية. طوّر علماء الحضارة العربية في العصور الوسطى أنظمة تصنيف دقيقة ميّزوا من خلالها بين الرؤى الإلهية والأحلام الناتجة عن أسباب نفسية أو جسدية، وهو نهج جمع بين علم اللاهوت، والفلسفة، والبدايات الأولى لعلم النفس.. تُبيّن هذه المساهمات مجتمعةً أن علماء المسلمين في العصور الوسطى وضعوا أسسا أساسية لطب النوم، مُتحدّين بذلك التاريخ ذا النزعة الأوروبية، ومؤكدين على القيمة الراسخة للتقاليد الفكرية المتنوعة.