العلاقة بين الثّقافة التنظيمية والابتكار المؤسّسي: الدور المعدِّل لنضج البيانات

يهدف هذا البحث إلى دراسة أثر أبعاد الثّقافة التنظيمية (الثّقافة والمناخ وإشراك الموظفين) في الابتكار المؤسّسي عبر نضج البيانات كمتغيرٍ معدِّل. وقد تم تمثيل نضج البيانات بثلاثة أبعاد، وهي: التحليلات، وحوكمة البيانات، والإلمام بالبيانات؛ إذ لم يتم قياس تأثير نضج البيانات كمتغيرٍ معدِّلٍ لهذه العلاقة في الدراسات العربيةِ والإنجليزيةِ السابقةِ على قدر علم الباحث. وقد تمَّ، بناءً على دراسة وتحليل الدراسات السابقة وأدبيات متغيرات الدراسة، تطوير استبانةٍ لجمع البيانات الأولية للبحث، حيث تم توزيعها على عيِّنةٍ عشوائيةٍ بسيطةٍ قِوامها (384) خبيرًا في مجال تحليلات البيانات (Data Analytics). واستخدمت الدراسةُ في تحليل بياناتها أسلوب المربعات الصغرى الجزئية (PLS). وتوصلت الدراسة إلى عدة استنتاجات أهمها: وجود أثرٍ إيجابيٍ ومهمٍ لأبعاد الثّقافة التنظيمية في الابتكار المؤسّسي، وأن أقوى أبعاد الثّقافة التنظيمية تأثيرًا في الابتكار المؤسّسي كان إشراك الموظفين والثّقافة والمناخ على التوالي، وأن هناك دورًا معدِّلًا طرديًّا متوسط التأثير لنضج البيانات في العلاقة بين الثّقافة التنظيمية والابتكار المؤسّسي، وأن أقوى أبعاد نضج البيانات تأثيرًا في الابتكار المؤسّسي كان التحليلات، والإلمام بالبيانات، وحوكمة البيانات على التوالي. وبناءً على نتائج البحث، تم وضع مجموعةٍ من التوصيات الهادفة إلى تعزيز دور الثّقافة التنظيمية ونضج البيانات بأبعادهما المختلفة في تحقيق وتحسين الابتكار المؤسّسي، كما تم تحديد بعض آفاق البحث المستقبلية التي يمكن أن يستفيد منها باحثون آخرون.