الموقف الصيني من الأزمة الروسية- الأوكرانية 2022: بين الشراكة الاستراتيجية والبراغماتية السياسية

الأهداف: تبحث هذه الدراسة في الموقف الصيني تجاه الأزمة الروسية- الأوكرانية التي اندلعت في شباط من عام 2022.  ففي الوقت الذي كانت فيه معظم دول العالم– وبخاصة الكبرى- تنتظر فيه ردة فعل الصين تجاه هذه الأزمة جراء الإرث التحالفي الذي يربطها مع روسيا من جهة والخصومة التاريخية التي تجمعها مع الولايات المتحدة ودول الناتو، إلا أن الصين أبدت موقفًا حذرًا ومتوازنًا تجاه هذه الأزمة. من هنا هدفت هذه الدراسة إلى توضيح أهم المحددات الداخلية والخارجية التي لعبت دورًا مؤثرًا في الموقف الصيني من هذه الأزمة. كما هدفت الدراسة إلى تحليل هذا الموقف والكشف عن أهم الفرص والتحديات التي حملتها هذه الأزمة للصين. المنهجية: قامت الدراسة على توظيف كل من المنهج التحليلي ومنهج المصلحة الوطنية في دراسة الموقف الصيني من الأزمة، وذلك من خلال تحليل طبيعة البيئة الداخلية والدولية التي أثرت في القرار الصيني تجاه هذه الأزمة. وكذلك تحليل طبيعة المصالح الصينية التي تسعى السياسة الخارجية الصينية إلى المحافظة عليها من خلال التوظيف العقلاني لطاقاتها وقدراتها في سبيل تحقيق مصالحها القومية بالدرجة الأولى. النتائج: كان للمحددات الداخلية والخارجية دور مهم في تشكيل الموقف الصيني. استطاعت الصين كذلك الموائمة بين مساندة تحالفاتها الاستراتيجية والتقليدية مع روسيا وبين الحياد الإيجابي لصالح توجهاتها البراغماتية في المحافظة على مصالحها مع الدول الغربية. فقد اتخذت موقفا حذرا يراعي شراكتها الاستراتيجية مع روسيا من ناحية، ومصالحها الوطنية المختلفة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية من ناحية أخرى. الخلاصة: استطاعت الصين أن توظف هذه الأزمة في جني العديد من المكاسب السياسية والاقتصادية، وأن تتجنب العديد من المخرجات السلبية التي كان يمكن لها أن تؤثر في الطموحات الصينية الإقليمية والعالمية.