موقف الأديان من التعايش السلمي دراسة تحليلية لطبيعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين والإيزيديين في العراق

تعد محافظات العراق، وبضمنها محافظات إقليم كردستان العراق، نموذجا ملهما للتعايش السلمي بين الأديان، حيث تتميز معظم هذه المحافظات بتنوع ثقافي وديني، إذ يعيش فيها مجتمع متعدد الأديان والمعتقدات. يتكون المجتمع من مسلمين، ومسيحيين وإيزيديين وغيرهم. تبحث هذه الدراسة في تحليل ظاهرة التعايش السلمي بين الأديان في العراق وفهم أسباب نجاحها وعوامل الاستدامة. وتبين الدراسة أن التعايش السلمي في العراق يتجسد في عدة جوانب، منها أن الحكومات المحلية تعتبر منصة حيوية لتعزيز التعايش السلمي من خلال تبني سياسات وبرامج تعزز الحوار الديني والتفاهم المشترك بين الأديان. كما يؤدي التنوع الديني والثقافي في العراق إلى توفير مساحة للتعلم المتبادل والتفاعل الإيجابي بين الأديان المختلفة. علاوة على ذلك، يتميز المجتمع بالتعايش وروح التسامح بين الأديان وان الحرية الدينية والطائفية مضمونة لجميع الأديان، وأن لجميع اتباع هذه الديانات مطلق الحرية في ممارسة الشعائر والطقوس الدينية. وكانت هذه الأديان متآخية منذ القدم، ومتعايشة جنباً إلى جنب بروح الأخوة والإخلاص والمحبة فيما بينهم والتعاون في شتى الميادين وبدون تمييز.