سياسة الدولة العثمانية تجاه الإمارات الكردية في كردستان (1514-1851م)

فائزة حسن ملوك
{"title":"سياسة الدولة العثمانية تجاه الإمارات الكردية في كردستان (1514-1851م)","authors":"فائزة حسن ملوك","doi":"10.26436/hjuoz.2023.11.4.1369","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"كان دخول كردستان تحت السيطرة العثمانية عام 1514م بعد معركة جالديران بداية للعلاقات السياسية بين الكرد والعثمانيين بتوقيع اتفاق السلطان العثماني سليم الأول (1512-1520م) في تلك السنة مع قادة الإمارات الكردية على الوقوف إلى جانب الدولة العثمانية في حروبها على أن تعترف الأخيرة باستقلالية الإمارات الكردية. ومنذ هذه اللحظة أصبح هناك منعطفًا كبيرًا في تاريخ العلاقات العثمانية – الكردية إذ أصبحت معظم المناطق الكردية تابعة للدولة العثمانية، ونتيجة لمشاركة الكرد العثمانيين في حروبهم ضد جيرانهم الصفويين لا سيما بعد المعركة السابقة فقد أقر السلاطين العثمانيون بشرعية وسلطة الأمراء الكرد في إماراتهم الوراثية وسمحت الدولة العثمانية بتشكيل عديد من الإمارات الكردية، وصل عددها إلى ثلاثين إمارة رئيسة مثل إمارات بهدينان، وسوران، وبوتان، وبابان بعد توقيع الدولة العثمانية مع تلك الإمارات اتفاقية صداقة وتحالف عام 1515م. لكن لم تلتزم الدولة العثمانية بالاتفاقيتين السابقتين لتحقيق عدة منافع لها على حساب إضعاف الكيانات السياسية في كردستان بإشعال النزاعات والمشكلات بين الإمارات والزعامات الكردية ما عرف باسم سياسة فرق تسد والتدخل العثماني في شؤونهم، وتحقيق مكاسب مالية من قِبَل الأمراء الكرد الطامعين في الحصول على منصب الإمارة فضلاً عن المغالاة في فرض الضرائب وانتشار عمليات السلب والنهب بالإمارات الكردية مما أدى إلى ظهور عدة انتفاضات كردية احتجاجًا على تلك السياسة والدفاع عن حقوقهم، ومع حلول القرن التاسع عشر استهدفت السياسة العثمانية إعادة السيطرة المركزية على كردستان لتحقيق هدفها الأكبر وهو سقوط الإمارات الكردية القائمة منذ عدة قرون. وما تبع ذلك من قيام عدة انتفاضات كردية وقد تم ذلك على فترات متقاربة خلال القرن التاسع عشر حتى سقوط آخر إمارة بها عام 1851م. ولم تكتف بذلك بل عمدت إلى إبعاد الأمراء الكرد وعائلاتهم إلى مناطق بعيدة عن كردستان لمنعهم من القيام بأية ثورات في المستقبل. من هنا جاء مشكلة البحث مركزة على النقاط التالية: كيف تمكنت الدولة العثمانية من فرض سيطرتها على كردستان؟ كيف تمت عثمنة كردستان سياسيًا وإداريًا؟ ما هي طبيعة السياسة العثمانية تجاه الأمراء الكرد؟ ما هي الأسباب التي دفعت الدولة العثمانية إلى نقض اتفاقية الصداقة والتحالف مع الإمارات الكردية؟ إلى أي مدى وصلت السياسة التعسفية تجاه الإمارات الكردية؟ ما هو ردود فعل الأمراء الكرد تجاه السياسة العثمانية التعسفية؟ كيف واجهت السلطات العثمانية الانتفاضات الكردية؟ إلى أي مدى نجحت الدولة العثمانية في فرض السلطة المركزية على كردستان؟ وما أثره على حكم الإمارات؟ لماذا لجأت الدولة العثمانية إلى سقوط الإمارات الكردية؟ كيف تصدت الدولة العثمانية إلى الانتفاضات الكردية جراء محاولة سقوط الإمارات الكردية؟ إلى أي مدى وصلت الأوضاع السياسية والإدارية لكردستان عقب سقوط إماراتها؟","PeriodicalId":502467,"journal":{"name":"Humanities Journal of University of Zakho","volume":"4 3","pages":""},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-12-23","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":"{\"title\":\"سياسة الدولة العثمانية تجاه الإمارات الكردية في كردستان (1514-1851م)\",\"authors\":\"فائزة حسن ملوك\",\"doi\":\"10.26436/hjuoz.2023.11.4.1369\",\"DOIUrl\":null,\"url\":null,\"abstract\":\"كان دخول كردستان تحت السيطرة العثمانية عام 1514م بعد معركة جالديران بداية للعلاقات السياسية بين الكرد والعثمانيين بتوقيع اتفاق السلطان العثماني سليم الأول (1512-1520م) في تلك السنة مع قادة الإمارات الكردية على الوقوف إلى جانب الدولة العثمانية في حروبها على أن تعترف الأخيرة باستقلالية الإمارات الكردية. ومنذ هذه اللحظة أصبح هناك منعطفًا كبيرًا في تاريخ العلاقات العثمانية – الكردية إذ أصبحت معظم المناطق الكردية تابعة للدولة العثمانية، ونتيجة لمشاركة الكرد العثمانيين في حروبهم ضد جيرانهم الصفويين لا سيما بعد المعركة السابقة فقد أقر السلاطين العثمانيون بشرعية وسلطة الأمراء الكرد في إماراتهم الوراثية وسمحت الدولة العثمانية بتشكيل عديد من الإمارات الكردية، وصل عددها إلى ثلاثين إمارة رئيسة مثل إمارات بهدينان، وسوران، وبوتان، وبابان بعد توقيع الدولة العثمانية مع تلك الإمارات اتفاقية صداقة وتحالف عام 1515م. لكن لم تلتزم الدولة العثمانية بالاتفاقيتين السابقتين لتحقيق عدة منافع لها على حساب إضعاف الكيانات السياسية في كردستان بإشعال النزاعات والمشكلات بين الإمارات والزعامات الكردية ما عرف باسم سياسة فرق تسد والتدخل العثماني في شؤونهم، وتحقيق مكاسب مالية من قِبَل الأمراء الكرد الطامعين في الحصول على منصب الإمارة فضلاً عن المغالاة في فرض الضرائب وانتشار عمليات السلب والنهب بالإمارات الكردية مما أدى إلى ظهور عدة انتفاضات كردية احتجاجًا على تلك السياسة والدفاع عن حقوقهم، ومع حلول القرن التاسع عشر استهدفت السياسة العثمانية إعادة السيطرة المركزية على كردستان لتحقيق هدفها الأكبر وهو سقوط الإمارات الكردية القائمة منذ عدة قرون. وما تبع ذلك من قيام عدة انتفاضات كردية وقد تم ذلك على فترات متقاربة خلال القرن التاسع عشر حتى سقوط آخر إمارة بها عام 1851م. ولم تكتف بذلك بل عمدت إلى إبعاد الأمراء الكرد وعائلاتهم إلى مناطق بعيدة عن كردستان لمنعهم من القيام بأية ثورات في المستقبل. من هنا جاء مشكلة البحث مركزة على النقاط التالية: كيف تمكنت الدولة العثمانية من فرض سيطرتها على كردستان؟ كيف تمت عثمنة كردستان سياسيًا وإداريًا؟ ما هي طبيعة السياسة العثمانية تجاه الأمراء الكرد؟ ما هي الأسباب التي دفعت الدولة العثمانية إلى نقض اتفاقية الصداقة والتحالف مع الإمارات الكردية؟ إلى أي مدى وصلت السياسة التعسفية تجاه الإمارات الكردية؟ ما هو ردود فعل الأمراء الكرد تجاه السياسة العثمانية التعسفية؟ كيف واجهت السلطات العثمانية الانتفاضات الكردية؟ إلى أي مدى نجحت الدولة العثمانية في فرض السلطة المركزية على كردستان؟ وما أثره على حكم الإمارات؟ لماذا لجأت الدولة العثمانية إلى سقوط الإمارات الكردية؟ كيف تصدت الدولة العثمانية إلى الانتفاضات الكردية جراء محاولة سقوط الإمارات الكردية؟ إلى أي مدى وصلت الأوضاع السياسية والإدارية لكردستان عقب سقوط إماراتها؟\",\"PeriodicalId\":502467,\"journal\":{\"name\":\"Humanities Journal of University of Zakho\",\"volume\":\"4 3\",\"pages\":\"\"},\"PeriodicalIF\":0.0000,\"publicationDate\":\"2023-12-23\",\"publicationTypes\":\"Journal Article\",\"fieldsOfStudy\":null,\"isOpenAccess\":false,\"openAccessPdf\":\"\",\"citationCount\":\"0\",\"resultStr\":null,\"platform\":\"Semanticscholar\",\"paperid\":null,\"PeriodicalName\":\"Humanities Journal of University of Zakho\",\"FirstCategoryId\":\"1085\",\"ListUrlMain\":\"https://doi.org/10.26436/hjuoz.2023.11.4.1369\",\"RegionNum\":0,\"RegionCategory\":null,\"ArticlePicture\":[],\"TitleCN\":null,\"AbstractTextCN\":null,\"PMCID\":null,\"EPubDate\":\"\",\"PubModel\":\"\",\"JCR\":\"\",\"JCRName\":\"\",\"Score\":null,\"Total\":0}","platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Humanities Journal of University of Zakho","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.26436/hjuoz.2023.11.4.1369","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0

摘要

كان دخول كردستان تحت السيطرة العثمانية عام 1514م بعد معركة جالديران بداية للعلاقات السياسية بين الكرد والعثمانين بتوقيع اتفاق السلطان العثماني سليم الأول (1512-)1520م) في تلك السنة مع قادة الإمارات الكردية على الوقوف إلى جانب الدولة العثمانية في حروبها على أن تعترف الأخيرة باستقلالية الإمارات الكردية.ومنذ هذه اللحظة أصبح هناك منعطفًا كبيرًا في تاريخ العلاقات العثمانية - الكردية إذ أصبحت معظم المناطق الكردية تابعة للدولةالعثمانية، ونتيجة لمشاركة الكرد العثمانين في حروبهم ضد جيرانهم الصفويEن لا سيما بعد المعركة السابقة فقد أقر السلاطين العثمانيونبشرعية وسلطة الأمراء الكرد في إماراتهم الوراثية وسمحت الدولة العثمانية بتشكيل عديد من الإمارات الكردية، وصل عددها إلى ثلاثينإمارة رئيسة مثل إمارات بهدينان، وسوران، وبوتان، وبابان بعد توقيع الدولة العثمانية مع تلك الإمارات اتفاقية صداقة وتحالف عام 1515م.لكن لم تلتزم الدولة العثمانية بالاتفاقيتين السابقتين لتحقيق عدة منافع لها على حساب إضعاف الكيانات السياسية في كردستان بإشعال النزاعات والمشكلات بين.الإمارات والزعامات الكردية ما عرف باسم سياسة فرق تسد والتدخل العثماني في شؤونهم، وتحقيق مكاسب مالية من قِبَل الأمراء الكرد الطامعين في الحصول على منصب الإمارةفضلاً عن المغالاة في فرض الضرائب وانتشار عمليات السلب والنهب بالإمارات الكردية مما أدى إلى ظهور عدة انتفاضات كردية احتجاجًا على تلك السياسة والدفاع عن حقوقهم،ومع حلول القرن التاسع عشر استهدفت السياسة العثمانية إعادة السيطرة المركزية على كردستان لتحقيق هدفها الأكبر وهو سقوط الإمارات الكردية القائمة منذ عدة قرون. وما تبع ذلك من قيام عدة انتفاضات كردية وقد تم ذلك على فترات متقاربة خلال القرن التاسع عشر حتى سقوط آخر إمارة بها عام 1851م. ولم تكتف بذلك بل عمدت إلى إبعاد الأمراء الكرد وعائلاتهم إلى مناطق بعيدة عن كردستان لمنعهم من القيام بأية ثورات في المستقبل. من هنا جاء مشكلة البحث مركزة على النقاط التالية: كيف تمكنت الدولة العثمانية من فرض سيطرتها على كردستان؟ كيف تمت عثمنة كردستان سياسيًا وإداريًا؟ ما هي طبيعة السياسة العثمانية تجاه الأمراء الكرد؟ ما هي الأسباب التي دفعت الدولةالعثمانية إلى نقض اتفاقية الصداقة والتحالف مع الإمارات الكردية إلى أي مدى وصلت السياسة التعسفية تجاه الإمارات الكردية ما هو ردود فعل الأمراء الكرد تجاه السياسة العثمانية التعسفية。 كيف واجهت السلطات العثمانية الانتفاضات الكردية إلى أي مدى نجحت الدولة العثمانية في فرض السلطة المركزية على كردستان؟ وما أثره على حكم الإمارات؟ لماذا لجأت الدولة العثمانية إلىسقوط الإمارات الكردية كيف تصدت الدولة العثمانية إلى الانتفاضات الكردية جراء محاولة سقوط الإمارات الكردية إلى أي مدى وصلت الأوضاع السياسية والإدارية لكردستان عقب سقوط إماراتها؟
本文章由计算机程序翻译,如有差异,请以英文原文为准。
سياسة الدولة العثمانية تجاه الإمارات الكردية في كردستان (1514-1851م)
كان دخول كردستان تحت السيطرة العثمانية عام 1514م بعد معركة جالديران بداية للعلاقات السياسية بين الكرد والعثمانيين بتوقيع اتفاق السلطان العثماني سليم الأول (1512-1520م) في تلك السنة مع قادة الإمارات الكردية على الوقوف إلى جانب الدولة العثمانية في حروبها على أن تعترف الأخيرة باستقلالية الإمارات الكردية. ومنذ هذه اللحظة أصبح هناك منعطفًا كبيرًا في تاريخ العلاقات العثمانية – الكردية إذ أصبحت معظم المناطق الكردية تابعة للدولة العثمانية، ونتيجة لمشاركة الكرد العثمانيين في حروبهم ضد جيرانهم الصفويين لا سيما بعد المعركة السابقة فقد أقر السلاطين العثمانيون بشرعية وسلطة الأمراء الكرد في إماراتهم الوراثية وسمحت الدولة العثمانية بتشكيل عديد من الإمارات الكردية، وصل عددها إلى ثلاثين إمارة رئيسة مثل إمارات بهدينان، وسوران، وبوتان، وبابان بعد توقيع الدولة العثمانية مع تلك الإمارات اتفاقية صداقة وتحالف عام 1515م. لكن لم تلتزم الدولة العثمانية بالاتفاقيتين السابقتين لتحقيق عدة منافع لها على حساب إضعاف الكيانات السياسية في كردستان بإشعال النزاعات والمشكلات بين الإمارات والزعامات الكردية ما عرف باسم سياسة فرق تسد والتدخل العثماني في شؤونهم، وتحقيق مكاسب مالية من قِبَل الأمراء الكرد الطامعين في الحصول على منصب الإمارة فضلاً عن المغالاة في فرض الضرائب وانتشار عمليات السلب والنهب بالإمارات الكردية مما أدى إلى ظهور عدة انتفاضات كردية احتجاجًا على تلك السياسة والدفاع عن حقوقهم، ومع حلول القرن التاسع عشر استهدفت السياسة العثمانية إعادة السيطرة المركزية على كردستان لتحقيق هدفها الأكبر وهو سقوط الإمارات الكردية القائمة منذ عدة قرون. وما تبع ذلك من قيام عدة انتفاضات كردية وقد تم ذلك على فترات متقاربة خلال القرن التاسع عشر حتى سقوط آخر إمارة بها عام 1851م. ولم تكتف بذلك بل عمدت إلى إبعاد الأمراء الكرد وعائلاتهم إلى مناطق بعيدة عن كردستان لمنعهم من القيام بأية ثورات في المستقبل. من هنا جاء مشكلة البحث مركزة على النقاط التالية: كيف تمكنت الدولة العثمانية من فرض سيطرتها على كردستان؟ كيف تمت عثمنة كردستان سياسيًا وإداريًا؟ ما هي طبيعة السياسة العثمانية تجاه الأمراء الكرد؟ ما هي الأسباب التي دفعت الدولة العثمانية إلى نقض اتفاقية الصداقة والتحالف مع الإمارات الكردية؟ إلى أي مدى وصلت السياسة التعسفية تجاه الإمارات الكردية؟ ما هو ردود فعل الأمراء الكرد تجاه السياسة العثمانية التعسفية؟ كيف واجهت السلطات العثمانية الانتفاضات الكردية؟ إلى أي مدى نجحت الدولة العثمانية في فرض السلطة المركزية على كردستان؟ وما أثره على حكم الإمارات؟ لماذا لجأت الدولة العثمانية إلى سقوط الإمارات الكردية؟ كيف تصدت الدولة العثمانية إلى الانتفاضات الكردية جراء محاولة سقوط الإمارات الكردية؟ إلى أي مدى وصلت الأوضاع السياسية والإدارية لكردستان عقب سقوط إماراتها؟
求助全文
通过发布文献求助,成功后即可免费获取论文全文。 去求助
来源期刊
自引率
0.00%
发文量
0
×
引用
GB/T 7714-2015
复制
MLA
复制
APA
复制
导出至
BibTeX EndNote RefMan NoteFirst NoteExpress
×
提示
您的信息不完整,为了账户安全,请先补充。
现在去补充
×
提示
您因"违规操作"
具体请查看互助需知
我知道了
×
提示
确定
请完成安全验证×
copy
已复制链接
快去分享给好友吧!
我知道了
右上角分享
点击右上角分享
0
联系我们:info@booksci.cn Book学术提供免费学术资源搜索服务,方便国内外学者检索中英文文献。致力于提供最便捷和优质的服务体验。 Copyright © 2023 布克学术 All rights reserved.
京ICP备2023020795号-1
ghs 京公网安备 11010802042870号
Book学术文献互助
Book学术文献互助群
群 号:481959085
Book学术官方微信