الخلاف الأصولي في تكليف السَّكْران وأثره في الأحكام الشَّرعية

أنور الشعبي
{"title":"الخلاف الأصولي في تكليف السَّكْران وأثره في الأحكام الشَّرعية","authors":"أنور الشعبي","doi":"10.55074/hesj.vi35.915","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"هذا البحث الموسوم بــ(الخلاف الأصولي في تكليف السَّكْران وأثره في الأحكام الشَّرعية) يعالج مسألة مهمة، هي تكليف السَّكْران عند الأصوليين من خلال استقراء وتتبع آرائهم واتجاهاتهم وتوجيهها، والتَّرجيح بينها حسب أحوال السَّكْران، والسبب المفضي إلى السُّكْر. ويهدف البحث إلى بيان معنى تكليف السَّكْران، وشروط التَّكليف والسُّكْر وأنواعه، وبيان مذاهب الأصوليين واتجاهاتهم في تكليف السَّكْران وأدلتهم على ما صاروا إليه، وبيان الرَّاجح منها، وما ترتب على الخلاف الأصولي من اختلاف في استنباط الأحكام الشَّرعية المتعلِّقة بتصرفات السَّكْران وجناياته. وقد اعتمدتُ المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن، لكونه ألصق بموضوع البحث، وتوصل البحث إلى عدد من النتائج والتوصيات أهمها: اتفاق الأصوليين على أنَّ العقل والفهم شرطٌ لا بُدَّ منه لصحة التَّكليف، وأنَّ الأصوليين يفرَّقون بين السَّكْران بطريق مباح، والسَّكْران بطريق محرَّم؛ فالأوَّل اتفق الأصوليون على عدم تكليفه، فهو محل اتفاق، أمَّا الثَّاني، وهو السَّكْران بطريق محرَّم، ففيه تفصيل، فإن لم يتعطَّل عقله عن التمييز، بحيث يفهم الخطاب، ويعلم ما يقول، فهو مُكلَّف بالاتفاق، أمَّا إن تعطَّل عقله، فهو محل نزاع بين الأصوليين، والرَّاجح أنَّه غير مُكلَّف؛ لعدم توافر شرط التَّكليف، وأنَّ تصرفات السَّكْران محل خلاف أيضًا، والرَّاجح عدم صحة تصرفاته القولية مطلقًا، بخلاف جناياته، فإنَّه يؤاخذ عليها مؤاخذة كاملة، وذلك من قبيل خطاب الوضع، الذي هو ربط الأحكام بأسبابها، لا من قبيل خطاب التَّكليف. ومن أهم التوصيات: إعداد دراسة علمية مقارنة في تكليف السَّكْران في الشريعة الإسلامية والقانون بشقيه: المدني، والجنائي.","PeriodicalId":277412,"journal":{"name":"مجلة العلوم التربوية و الدراسات الإنسانية","volume":"75 13","pages":""},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-12-31","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":"{\"title\":\"الخلاف الأصولي في تكليف السَّكْران وأثره في الأحكام الشَّرعية\",\"authors\":\"أنور الشعبي\",\"doi\":\"10.55074/hesj.vi35.915\",\"DOIUrl\":null,\"url\":null,\"abstract\":\"هذا البحث الموسوم بــ(الخلاف الأصولي في تكليف السَّكْران وأثره في الأحكام الشَّرعية) يعالج مسألة مهمة، هي تكليف السَّكْران عند الأصوليين من خلال استقراء وتتبع آرائهم واتجاهاتهم وتوجيهها، والتَّرجيح بينها حسب أحوال السَّكْران، والسبب المفضي إلى السُّكْر. ويهدف البحث إلى بيان معنى تكليف السَّكْران، وشروط التَّكليف والسُّكْر وأنواعه، وبيان مذاهب الأصوليين واتجاهاتهم في تكليف السَّكْران وأدلتهم على ما صاروا إليه، وبيان الرَّاجح منها، وما ترتب على الخلاف الأصولي من اختلاف في استنباط الأحكام الشَّرعية المتعلِّقة بتصرفات السَّكْران وجناياته. وقد اعتمدتُ المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن، لكونه ألصق بموضوع البحث، وتوصل البحث إلى عدد من النتائج والتوصيات أهمها: اتفاق الأصوليين على أنَّ العقل والفهم شرطٌ لا بُدَّ منه لصحة التَّكليف، وأنَّ الأصوليين يفرَّقون بين السَّكْران بطريق مباح، والسَّكْران بطريق محرَّم؛ فالأوَّل اتفق الأصوليون على عدم تكليفه، فهو محل اتفاق، أمَّا الثَّاني، وهو السَّكْران بطريق محرَّم، ففيه تفصيل، فإن لم يتعطَّل عقله عن التمييز، بحيث يفهم الخطاب، ويعلم ما يقول، فهو مُكلَّف بالاتفاق، أمَّا إن تعطَّل عقله، فهو محل نزاع بين الأصوليين، والرَّاجح أنَّه غير مُكلَّف؛ لعدم توافر شرط التَّكليف، وأنَّ تصرفات السَّكْران محل خلاف أيضًا، والرَّاجح عدم صحة تصرفاته القولية مطلقًا، بخلاف جناياته، فإنَّه يؤاخذ عليها مؤاخذة كاملة، وذلك من قبيل خطاب الوضع، الذي هو ربط الأحكام بأسبابها، لا من قبيل خطاب التَّكليف. ومن أهم التوصيات: إعداد دراسة علمية مقارنة في تكليف السَّكْران في الشريعة الإسلامية والقانون بشقيه: المدني، والجنائي.\",\"PeriodicalId\":277412,\"journal\":{\"name\":\"مجلة العلوم التربوية و الدراسات الإنسانية\",\"volume\":\"75 13\",\"pages\":\"\"},\"PeriodicalIF\":0.0000,\"publicationDate\":\"2023-12-31\",\"publicationTypes\":\"Journal Article\",\"fieldsOfStudy\":null,\"isOpenAccess\":false,\"openAccessPdf\":\"\",\"citationCount\":\"0\",\"resultStr\":null,\"platform\":\"Semanticscholar\",\"paperid\":null,\"PeriodicalName\":\"مجلة العلوم التربوية و الدراسات الإنسانية\",\"FirstCategoryId\":\"1085\",\"ListUrlMain\":\"https://doi.org/10.55074/hesj.vi35.915\",\"RegionNum\":0,\"RegionCategory\":null,\"ArticlePicture\":[],\"TitleCN\":null,\"AbstractTextCN\":null,\"PMCID\":null,\"EPubDate\":\"\",\"PubModel\":\"\",\"JCR\":\"\",\"JCRName\":\"\",\"Score\":null,\"Total\":0}","platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"مجلة العلوم التربوية و الدراسات الإنسانية","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.55074/hesj.vi35.915","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0

摘要

هذا البحث الموسوم بــ(الخلاف الأصولي في تكليف السَّكْران وأثره في الأحكام الشَّرعية) يعالج مسألة مهمة، هي تكليف السَّكْران عندالأصولين من خلال استقراء وتتبع آرائهم واتجاهاتهم وتوجيها، والتَّرجيح بينها حسب أحوال السَّكْران، والسبب المفضي إلى السُّكْر. ويهدف البحث إلى بيان معنى تكليف السَّكْران، وشروط التَّكليف والسُّكْر وأنواعه، وبيان مذاهب الأصوليين واتجاهاتهم في تكليف السَّكْران وأدلتهم علىما صاروا إليه، وبيان الرَّاجح منها، وما ترتب على الخلاف الأصولي من اختلاف في استنباط الأحكام الشَّرعية المتعلِّقة بتصرفات السَّكْران وجناياته. وقد اعتمدتُ المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن، لكونه ألصق بموضوع البحث، وتوصل البحث إلى عدد من النتائج والتوصيات أهمها:اتفاق الأصوليEن على أنَّ العقل والفهم شرطٌ لا بُدَّ منه لصحة التَّكليف، وأنَّ الأصوليEن يفرَّقون بين السَّكْران بطريق مباح، والسَّكْران بطريق محرَّم؛ فالأوَّل اتفقالأصوليون على عدم تكليفه، فهو محل اتفاق، أمَّا الثَّاني، وهو السَّكْران بطريق محرَّم، ففيه تفصيل، فإن لم يتعطَّل عقله عن التميز، بحيث يفهم الخطاب، ويعلم ما يقول، فهومُكلَّف بالاتفاق، أمَّا إن تعطَّل عقله، فهو محل نزاع بين الأصوليEن، والرَّاجح أنَّه غير مُكلَّف؛ لعدم توافر شرط التَّكليف، وأنَّ تصرفات السَّكْران محل خلاف أيضًا،والرَّاجح عدم صحة تصرفاته القولية مطلقًا، بخلاف جناياته، فإنَّه يؤاخذ عليها مؤاخذة كاملة، وذلك من قبيل خطاب الوضع، الذي هو ربط الأحكام بأسبابها، لا من قبيل خطاب التَّكليف. ومن أهم التوصيات: إعداد دراسة علمية مقارنة في تكليف السَّكْران في الشريعة الإسلامية والقانون بشقيه:المدني، والجنائي.
本文章由计算机程序翻译,如有差异,请以英文原文为准。
الخلاف الأصولي في تكليف السَّكْران وأثره في الأحكام الشَّرعية
هذا البحث الموسوم بــ(الخلاف الأصولي في تكليف السَّكْران وأثره في الأحكام الشَّرعية) يعالج مسألة مهمة، هي تكليف السَّكْران عند الأصوليين من خلال استقراء وتتبع آرائهم واتجاهاتهم وتوجيهها، والتَّرجيح بينها حسب أحوال السَّكْران، والسبب المفضي إلى السُّكْر. ويهدف البحث إلى بيان معنى تكليف السَّكْران، وشروط التَّكليف والسُّكْر وأنواعه، وبيان مذاهب الأصوليين واتجاهاتهم في تكليف السَّكْران وأدلتهم على ما صاروا إليه، وبيان الرَّاجح منها، وما ترتب على الخلاف الأصولي من اختلاف في استنباط الأحكام الشَّرعية المتعلِّقة بتصرفات السَّكْران وجناياته. وقد اعتمدتُ المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن، لكونه ألصق بموضوع البحث، وتوصل البحث إلى عدد من النتائج والتوصيات أهمها: اتفاق الأصوليين على أنَّ العقل والفهم شرطٌ لا بُدَّ منه لصحة التَّكليف، وأنَّ الأصوليين يفرَّقون بين السَّكْران بطريق مباح، والسَّكْران بطريق محرَّم؛ فالأوَّل اتفق الأصوليون على عدم تكليفه، فهو محل اتفاق، أمَّا الثَّاني، وهو السَّكْران بطريق محرَّم، ففيه تفصيل، فإن لم يتعطَّل عقله عن التمييز، بحيث يفهم الخطاب، ويعلم ما يقول، فهو مُكلَّف بالاتفاق، أمَّا إن تعطَّل عقله، فهو محل نزاع بين الأصوليين، والرَّاجح أنَّه غير مُكلَّف؛ لعدم توافر شرط التَّكليف، وأنَّ تصرفات السَّكْران محل خلاف أيضًا، والرَّاجح عدم صحة تصرفاته القولية مطلقًا، بخلاف جناياته، فإنَّه يؤاخذ عليها مؤاخذة كاملة، وذلك من قبيل خطاب الوضع، الذي هو ربط الأحكام بأسبابها، لا من قبيل خطاب التَّكليف. ومن أهم التوصيات: إعداد دراسة علمية مقارنة في تكليف السَّكْران في الشريعة الإسلامية والقانون بشقيه: المدني، والجنائي.
求助全文
通过发布文献求助,成功后即可免费获取论文全文。 去求助
来源期刊
自引率
0.00%
发文量
0
×
引用
GB/T 7714-2015
复制
MLA
复制
APA
复制
导出至
BibTeX EndNote RefMan NoteFirst NoteExpress
×
提示
您的信息不完整,为了账户安全,请先补充。
现在去补充
×
提示
您因"违规操作"
具体请查看互助需知
我知道了
×
提示
确定
请完成安全验证×
copy
已复制链接
快去分享给好友吧!
我知道了
右上角分享
点击右上角分享
0
联系我们:info@booksci.cn Book学术提供免费学术资源搜索服务,方便国内外学者检索中英文文献。致力于提供最便捷和优质的服务体验。 Copyright © 2023 布克学术 All rights reserved.
京ICP备2023020795号-1
ghs 京公网安备 11010802042870号
Book学术文献互助
Book学术文献互助群
群 号:481959085
Book学术官方微信