دلالة تشبيه الصدقة في القرآن الكريم والاستفادة منه في تربية النفس على الصدقة

إن الله جعل لِلغةِ العربية حظا كبيرا لخدمة القرآن الكريم من جهة إعجازه، وإن من وجوه الإعجاز القرآني هو الإعجاز البلاغي البياني. وهذا البحث يتركزُ على أحد القسم لعِلم البيان وهو التشبيه في القرآن الكريم المتعلق بالحث على الصدقة وفيه آيتان وهما الآية 261 و265 من سورة البقرة. تستخدم كلتا الآيتين أسلوب التشبيه بنفس النوع، وهو التشبيه المرسل باعتبار ذكر أداة تشبيهه، وأنهما من قِبل التشبيه التمثيلي باعتبار وجه الشبه. كما أنهما كذلك من ضمن التشبيه المجمل بحيث لم يذكر وجه الشبه بطريقة مباشرة. إن هذا الأسلوب يعطي آثارا بالغة في النفوس لأنه يصور عظمة أجر الصدقة وعظمة آثارها في الحياة الدنيا والآخرة أحسن التصوير وينقل النفوس من عالَم معنويّ إلى عالم مادِّيّ مرئي. وهذا مما يرفع اهتمامَ الإنسانِ بالصدقة ويدفعهم إلى أدائها، لأنه قد وجد في ذهنه تصويرا عما سيحصله من الأجر بصدقته.