المواجهة التشريعية في استرداد الأموال المنهوبة كوسيلة لمكافحة الفساد

سعد مهدي الموسوي, فهيم عبدالإله عبدالعزيز الشايع
{"title":"المواجهة التشريعية في استرداد الأموال المنهوبة كوسيلة لمكافحة الفساد","authors":"سعد مهدي الموسوي, فهيم عبدالإله عبدالعزيز الشايع","doi":"10.57072/ar.v2i3.63","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"أصبح الفساد الإداري في الوقت الحاضر داء سرطاني ينخر في جسم الأمم والشعوب ويهدد أركانها ويعطل مسيرتها التنموية وتقدمها العلمي، مما دعاها إلى التصدي إليه بشكل جماعي عبر إبرام العهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية، ولم يقتصر الفساد على نشاط محدد بل ظهر في صور متعددة وتعدى إلى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسواه، ويعتبر ظاهرة ملازمة للبشرية منذ الخليقة ولا تنتهي حتى قيام الساعة، لذلك قام بعض المختصين في معالجة الفساد إلى عده ظاهره وليس فعل، فالفساد المالي والإداري، كظاهرة إجرامية لها خصوصيتها من بين غيرها من الظواهر الإجرامية الأخرى، والفساد ليس فعلاً منعزلاً أو عرضياً، ولكنه ثمرة تضافر عوامل عديدة تحركه وتحدد تكوينه وهيئته وظهوره[1]، ولا يمكن الحديث عن الفساد الإداري دون ربطه بموظف أو وظيفة حكومية، حتى أصبح الموظف هو الفاعل المتفرد في ارتكاب جرائم الفساد الإداري، لأن الوظيفة في بداية نشأتها كانت عبارة عن صلة شخصية بين الحاكم والموظف، الذي يتم اختياره من قبل الحاكم، ومن بين الموظفين المقربين إليه دون الحاجة إلى معرفة كفاءته أو قدرته أو هل يوجد شخص أكثر كفاءة منه، وهذا النوع يكثر في الأنظمة الشمولية التي يكون فيها الحاكم مستبد وذو سلطة مطلقة[2]، ثم تطورت الوظيفة إلى أن وصلت إلى ما عليه الآن، من كونها حق من حقوق الإنسان ونصت عليها العديد من المواثيق الدولية وكذلك دساتير الدول الحديثة ومنها الدستور العراقي الذي أشار إلى تشكيل مجلس خدمة متخصص بشؤون الوظيفة[3] وتم تشكيله لاحقا بموجب القانون رقم 4 لسنة 2009، وعلى الرغم من التطور الذي حصل في مفهوم الوظيفة أو الموظف العام الحكومي وكثرة القوانين والأوامر التي تنظم أعماله وسلوكه، إلا أننا نجد أن صور الفساد الإداري متوفرة في الأداء الوظيفي وبأشكال متعددة، والفساد يقوى أحيانا ويضعف أحياناً أخرى والسبب في ذلك لا يكمن في توقف الممانعين له أو ضعفهم وإنما في قوة الفساد واستمراره، وهذه التوطئة تقودنا إلى الواقع الراهن فنجد إن الفساد قد نخر جسد الأمة في كل مجالاتها، لكن هل تعطلت القوى المضادة له أو توقفت؟  الجواب  كلا وإنما استجدت ظروف أظهرته إلى العلن بعدما كان متخفياً بمظاهرٍ شتى وللإعلام دور كبير في توضيحه وبيان مواطنه، وفي العراق الفساد متوفر في العمل الرسمي منذ تأسيس الدولة العراقية ودليل ذلك التشريعات المتعددة التي صدرت خلال الفترة الماضية لمحاربته وذلك لوجوده واستشراءه إلا أن الفترة التي هيمنت فيها القوى المتسلطة والديكتاتورية جعلت من الوظيفة والإدارة العامة وسائلها في تنفيذ سياستها الشمولية وأصبح كل تعرض لها يعد بمثابة تعرض للسلطة الحاكمة وأحياناً يعد تعرض للنظام القائم آنذاك مما وفر للفساد الحماية من الإعلام في فضح مواطنه، فضلا عن انشغال المجتمع بالحروب المهلكة. \n  \n[1] فارس حامد عبد الكريم ـ الجريمة والعقاب ـ الجزء الأول ـ الظاهرة الإجرامية ـ شبكة النبأ المعلوماتية www.annabaa.org \n[2] للمزيد انظر بلال أمين زين الدين ـ ظاهرة الفساد الإداري في الدول العربية والتشريع المقارن ـ دار الفكر الجامعي ـ القاهرة ـ ط 2009. \n[3] نص المادة (104) من الدستور العراقي لعام 2005 (يؤسس مجلس، يسمى مجلس الخدمة العامة الاتحادية، يتولى تنظيم شؤون الوظيفة العامة الاتحادية، بما فيها التعيين والترقية، وينظم تكوينه واختصاصاته بقانون).","PeriodicalId":403772,"journal":{"name":"Arab Researcher","volume":"138 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2021-10-01","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Arab Researcher","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.57072/ar.v2i3.63","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0

Abstract

أصبح الفساد الإداري في الوقت الحاضر داء سرطاني ينخر في جسم الأمم والشعوب ويهدد أركانها ويعطل مسيرتها التنموية وتقدمها العلمي، مما دعاها إلى التصدي إليه بشكل جماعي عبر إبرام العهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية، ولم يقتصر الفساد على نشاط محدد بل ظهر في صور متعددة وتعدى إلى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسواه، ويعتبر ظاهرة ملازمة للبشرية منذ الخليقة ولا تنتهي حتى قيام الساعة، لذلك قام بعض المختصين في معالجة الفساد إلى عده ظاهره وليس فعل، فالفساد المالي والإداري، كظاهرة إجرامية لها خصوصيتها من بين غيرها من الظواهر الإجرامية الأخرى، والفساد ليس فعلاً منعزلاً أو عرضياً، ولكنه ثمرة تضافر عوامل عديدة تحركه وتحدد تكوينه وهيئته وظهوره[1]، ولا يمكن الحديث عن الفساد الإداري دون ربطه بموظف أو وظيفة حكومية، حتى أصبح الموظف هو الفاعل المتفرد في ارتكاب جرائم الفساد الإداري، لأن الوظيفة في بداية نشأتها كانت عبارة عن صلة شخصية بين الحاكم والموظف، الذي يتم اختياره من قبل الحاكم، ومن بين الموظفين المقربين إليه دون الحاجة إلى معرفة كفاءته أو قدرته أو هل يوجد شخص أكثر كفاءة منه، وهذا النوع يكثر في الأنظمة الشمولية التي يكون فيها الحاكم مستبد وذو سلطة مطلقة[2]، ثم تطورت الوظيفة إلى أن وصلت إلى ما عليه الآن، من كونها حق من حقوق الإنسان ونصت عليها العديد من المواثيق الدولية وكذلك دساتير الدول الحديثة ومنها الدستور العراقي الذي أشار إلى تشكيل مجلس خدمة متخصص بشؤون الوظيفة[3] وتم تشكيله لاحقا بموجب القانون رقم 4 لسنة 2009، وعلى الرغم من التطور الذي حصل في مفهوم الوظيفة أو الموظف العام الحكومي وكثرة القوانين والأوامر التي تنظم أعماله وسلوكه، إلا أننا نجد أن صور الفساد الإداري متوفرة في الأداء الوظيفي وبأشكال متعددة، والفساد يقوى أحيانا ويضعف أحياناً أخرى والسبب في ذلك لا يكمن في توقف الممانعين له أو ضعفهم وإنما في قوة الفساد واستمراره، وهذه التوطئة تقودنا إلى الواقع الراهن فنجد إن الفساد قد نخر جسد الأمة في كل مجالاتها، لكن هل تعطلت القوى المضادة له أو توقفت؟  الجواب  كلا وإنما استجدت ظروف أظهرته إلى العلن بعدما كان متخفياً بمظاهرٍ شتى وللإعلام دور كبير في توضيحه وبيان مواطنه، وفي العراق الفساد متوفر في العمل الرسمي منذ تأسيس الدولة العراقية ودليل ذلك التشريعات المتعددة التي صدرت خلال الفترة الماضية لمحاربته وذلك لوجوده واستشراءه إلا أن الفترة التي هيمنت فيها القوى المتسلطة والديكتاتورية جعلت من الوظيفة والإدارة العامة وسائلها في تنفيذ سياستها الشمولية وأصبح كل تعرض لها يعد بمثابة تعرض للسلطة الحاكمة وأحياناً يعد تعرض للنظام القائم آنذاك مما وفر للفساد الحماية من الإعلام في فضح مواطنه، فضلا عن انشغال المجتمع بالحروب المهلكة.   [1] فارس حامد عبد الكريم ـ الجريمة والعقاب ـ الجزء الأول ـ الظاهرة الإجرامية ـ شبكة النبأ المعلوماتية www.annabaa.org [2] للمزيد انظر بلال أمين زين الدين ـ ظاهرة الفساد الإداري في الدول العربية والتشريع المقارن ـ دار الفكر الجامعي ـ القاهرة ـ ط 2009. [3] نص المادة (104) من الدستور العراقي لعام 2005 (يؤسس مجلس، يسمى مجلس الخدمة العامة الاتحادية، يتولى تنظيم شؤون الوظيفة العامة الاتحادية، بما فيها التعيين والترقية، وينظم تكوينه واختصاصاته بقانون).
在追回被盗资产方面的立法对策,作为打击腐败的一种手段
目前,行政腐败已成为一种毒瘤,它侵蚀各国和各国人民的身体,威胁它们的支柱,阻碍它们的发展和科学进步,并促使它们通过缔结国际公约、章程和公约,集体对付腐败问题。腐败不仅是一项具体的活动,而且表现形式多种多样,而且涉及政治、经济、社会和其他领域,它被视为人类从创造之初就存在的一种现象,而且一直持续到现在。在其他犯罪现象中,腐败的特殊性并不是孤立的或偶然的,而是由若干因素的结合而形成的,这些因素的组成、结构和知名度[1];在谈到行政腐败时,不能与政府官员或职能联系起来,直到官员成为行政腐败行为的唯一行为者,因为该职位在开始时是总督与总督挑选的官员之间的私人联系,在他亲近的官员之间的私人联系,而不需要了解他的能力或能力,也不需要知道他的能力。在集权制度中,总督享有绝对权力和绝对权力[2],该职位后来演变成为一项人权,许多国际文书和现代国家的宪法,其中包括伊拉克宪法》,其中提到该职位的专门服务委员会[3],随后根据2009年第4号法律成立,尽管该职位或公职人员的概念有了变化,而且关于其行为和行为的法律和命令也有了变化,但行政腐败的表现在职能职能和多种形式的腐败现象之所以存在,有时甚至衰弱,原因不在于不愿意或无能为力,而是在于腐败的力量和持续存在,这种趋势使我们认识到,腐败在各个领域腐蚀了国家的身体,但反腐败的力量是否遭到破坏或停止?在伊拉克,腐败在伊拉克的存在和独裁统治时期,政府和公共行政部门执行其极权主义政策的手段。腐败保护媒体不让媒体曝光其公民,以及社会对致命战争的关注。[1]法里斯·哈米德·阿卜杜勒·卡利姆——犯罪和惩罚——第一部分——犯罪现象——信息网络wnabaaa.org[2],见比拉勒·阿明纳·丁丁——阿拉伯国家的行政腐败和比较立法——大学思想家——开罗- i。[3] 2005年《伊拉克宪法》第104条的案文(设立了一个理事会,称为联邦公务员委员会,负责管理联邦公共职能,包括任命和晋升,其组成和职权由法律规定)。
本文章由计算机程序翻译,如有差异,请以英文原文为准。
求助全文
约1分钟内获得全文 求助全文
来源期刊
自引率
0.00%
发文量
0
×
引用
GB/T 7714-2015
复制
MLA
复制
APA
复制
导出至
BibTeX EndNote RefMan NoteFirst NoteExpress
×
提示
您的信息不完整,为了账户安全,请先补充。
现在去补充
×
提示
您因"违规操作"
具体请查看互助需知
我知道了
×
提示
确定
请完成安全验证×
copy
已复制链接
快去分享给好友吧!
我知道了
右上角分享
点击右上角分享
0
联系我们:info@booksci.cn Book学术提供免费学术资源搜索服务,方便国内外学者检索中英文文献。致力于提供最便捷和优质的服务体验。 Copyright © 2023 布克学术 All rights reserved.
京ICP备2023020795号-1
ghs 京公网安备 11010802042870号
Book学术文献互助
Book学术文献互助群
群 号:604180095
Book学术官方微信