{"title":"أثر جائحة كورونا على الوضع الانساني الدولي","authors":"فتحي فتحي جادالله الحوشي","doi":"10.46988/ijmmc.04.01.2022.004","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"تسببت جائحة فيروس كورونا (كوفيد– 19) في حالة طوارئ وأزمة صحية عالمية لا تضاهيها حجماً أي أزمة أخرى على مر التاريخ. ولمواجهة هذا التهديد اتخذت حكومات العالم عدة أولويات منها، العمل على احتواء المرض لمكافحة الجائحة، بداية من تدابير الفحص والتتبع، مع عزل المصابين وعلاجهم، وضمان تمكن الفئات الضعيفة من السكان من الحصول على الخدمات الصحية. والحقيقة، أنه يمكن اعتبار هذه الأزمة فرصة لإعادة التفكير في سياسات تعيد بناء أنظمة أقوى من ذي قبل تعمل لصالح الإنسان.\nإن الحق في الرعاية الطبية وقت الحرب هي حق يقدره العالم بأسره في الوقت الحالي وتدرك العائلات الفارة من أتون النزاع، أو تقع في محيطه أن المساعدات الطبية هي ميزة نادرة وثمينة في المناطق التي تكتوي بنار الحرب، ومن المؤكد أن الطاقم الطبي في تلك الواحة سيواجه سيلًا من الحالات وعجزًا في الإمدادات.\nهذا النقص في الرعاية الطبية هو ما يجعل الزحف القاسي لهذه الجائحة نحو مناطق النزاع يبثّ الرعب في القلوب، فهي تمثل تهديدًا خطيرًا للحياة في العديد من الأماكن لأناس حقيقيين يقفون الآن في وجه عاصفة عاتية. ولأن فيروس كورونا يكتسح قدرات البنية التحتية الطبية المتقدمة للدول الغربية ذاتها. \nوهناك تخوف من أن يصل الفيروس إلى السجون التي تعاني من نقص الموارد حول العالم، فالصحة الهشة أصلًا والقدرات الطبية المحدودة والمنخفضة ستتحدان فتفضيان إلى تفشي المرض. وأيضا هناك تخوف من أن تصل الجائحة إلى مخيمات اللاجئين المكتظة، ومراكز الإيواء المؤقتة غير المستقرة في العالم، إذ أن التباعد الاجتماعي مستحيل، والموارد الطبية شحيحة، واحتمالية انتشار المرض كبيرة. \nسيُترك الأطفال والآباء والأجداد، خصوصًا المقيمون هناك قريبًا، ليكافحوا المرض بأنفسهم، ولهذا السبب ينبغي على الحكومات والمنظمات الإنسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات بذل قصارى جهدهم لمساعدة هؤلاء الأشخاص الأكثر استضعافًا. لقد كانت هذه المساعدات ضرورة لزمن طويل. أما اليوم فمساعدة من هم أقل قدرة على مواجهة هذا المرض هو واجب أخلاقي وسياسي، لا سيما في أثناء الآثار الاجتماعية المعوِّقة التي تفرضها هذه الأزمة الصحية العالمية.\nولذلك يتحتم علينا أن نخفف من المعاناة التي يسببها هذا المرض للأشخاص الأقل قدرة على التأقلم. بالعمل على الوقاية من انتشار المرض واحتواؤه، وضمان استمرارية الخدمات المعنية بالصحة، وضمان شمول الفئات الضعيفة والمتضررة في الاستجابة الصحية، إنشاء أنظمة ومؤسسات مستدامة ومتكاملة بقوة. \nالكلمات المفتاحية: كورونا؛ العمل الإنساني؛ المنظمات الدولية؛ اللاجئين؛ المخيمات؛ الجائحة","PeriodicalId":102814,"journal":{"name":"International Journal of Media and Mass Communication","volume":"1 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2022-01-01","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"International Journal of Media and Mass Communication","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.46988/ijmmc.04.01.2022.004","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
تسببت جائحة فيروس كورونا (كوفيد– 19) في حالة طوارئ وأزمة صحية عالمية لا تضاهيها حجماً أي أزمة أخرى على مر التاريخ. ولمواجهة هذا التهديد اتخذت حكومات العالم عدة أولويات منها، العمل على احتواء المرض لمكافحة الجائحة، بداية من تدابير الفحص والتتبع، مع عزل المصابين وعلاجهم، وضمان تمكن الفئات الضعيفة من السكان من الحصول على الخدمات الصحية. والحقيقة، أنه يمكن اعتبار هذه الأزمة فرصة لإعادة التفكير في سياسات تعيد بناء أنظمة أقوى من ذي قبل تعمل لصالح الإنسان.
إن الحق في الرعاية الطبية وقت الحرب هي حق يقدره العالم بأسره في الوقت الحالي وتدرك العائلات الفارة من أتون النزاع، أو تقع في محيطه أن المساعدات الطبية هي ميزة نادرة وثمينة في المناطق التي تكتوي بنار الحرب، ومن المؤكد أن الطاقم الطبي في تلك الواحة سيواجه سيلًا من الحالات وعجزًا في الإمدادات.
هذا النقص في الرعاية الطبية هو ما يجعل الزحف القاسي لهذه الجائحة نحو مناطق النزاع يبثّ الرعب في القلوب، فهي تمثل تهديدًا خطيرًا للحياة في العديد من الأماكن لأناس حقيقيين يقفون الآن في وجه عاصفة عاتية. ولأن فيروس كورونا يكتسح قدرات البنية التحتية الطبية المتقدمة للدول الغربية ذاتها.
وهناك تخوف من أن يصل الفيروس إلى السجون التي تعاني من نقص الموارد حول العالم، فالصحة الهشة أصلًا والقدرات الطبية المحدودة والمنخفضة ستتحدان فتفضيان إلى تفشي المرض. وأيضا هناك تخوف من أن تصل الجائحة إلى مخيمات اللاجئين المكتظة، ومراكز الإيواء المؤقتة غير المستقرة في العالم، إذ أن التباعد الاجتماعي مستحيل، والموارد الطبية شحيحة، واحتمالية انتشار المرض كبيرة.
سيُترك الأطفال والآباء والأجداد، خصوصًا المقيمون هناك قريبًا، ليكافحوا المرض بأنفسهم، ولهذا السبب ينبغي على الحكومات والمنظمات الإنسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات بذل قصارى جهدهم لمساعدة هؤلاء الأشخاص الأكثر استضعافًا. لقد كانت هذه المساعدات ضرورة لزمن طويل. أما اليوم فمساعدة من هم أقل قدرة على مواجهة هذا المرض هو واجب أخلاقي وسياسي، لا سيما في أثناء الآثار الاجتماعية المعوِّقة التي تفرضها هذه الأزمة الصحية العالمية.
ولذلك يتحتم علينا أن نخفف من المعاناة التي يسببها هذا المرض للأشخاص الأقل قدرة على التأقلم. بالعمل على الوقاية من انتشار المرض واحتواؤه، وضمان استمرارية الخدمات المعنية بالصحة، وضمان شمول الفئات الضعيفة والمتضررة في الاستجابة الصحية، إنشاء أنظمة ومؤسسات مستدامة ومتكاملة بقوة.
الكلمات المفتاحية: كورونا؛ العمل الإنساني؛ المنظمات الدولية؛ اللاجئين؛ المخيمات؛ الجائحة