{"title":"البنية الاجتماعية ودورها في تنوعات اللغة وتوجيه سلوكها","authors":"حليم موسى كاظم","doi":"10.51990/jaa.15.54.2.22","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"يتناول هذا البحث موضوعًا لغويًا اجتماعيًا، يتعلّق بالعلاقة بين البنيتين الاجتماعية واللغوية، وتأثير ذلك في ظهور التنوعات الكلامية، وتشكيل السلوك اللغوي وتوجيهه، وتعدّ هذه القضايا من مشاغل علم اللغة الاجتماعي بوصفها ظواهر لسانية اجتماعية، ورصد كيفية اشتغالها في السياق الاجتماعي والثقافي والتاريخي، فاللغة لا تعمل بمعزل عن هذا السياق، بوصفها سلوكًا متضَمَّنًا في البنية الاجتماعية، فهي التي توجّه السلوك اللغوي نحو تحقيق حاجات المجتمع، وفي ضوء ذلك يبدو أثر العوامل الاجتماعية واضحًا في نشوء اللهجات الاجتماعية والطبقية التي تتفرّع عن لغة واحدة، بخصائص لغوية وتنوعات لهجيه مختلفة دلاليًا وصوتيًا ونطقيًا، تبعا لاختلاف الطبقة أو الحرفة أو الفئة الاجتماعية المعيّنة. واللغة أداة لها سلوك موجّه اجتماعيًا، غرضه تلبية الحاجات الأساسية للمجتمع؛ ولذلك فهي تسير بالاتجاه الذي تحدده البيئة، وكلّ ما يحدث في المجتمع نجد صداه في اللغة، على النحو الذي تدرج عليه المجتمع العربي من بدوي إلى آخر متحضّر، ومن لغة بدوية جسدت خشونة طباع البدوي، إلى لغة رقيقة الألفاظ، أنيقة الأسلوب، فاللغة ليست أداة للتواصل فحسب، بل لها وظائف مختلفة، فمن وجهة نظر اجتماعية، لها قدرة الكشف عن هوية الانتماء الطبقي للمتحدث بها، ومنزلته وثقافته ومستوى تعليمه، فكلّ نشاط اجتماعي نجده متضمَّنًا في نسيج اللغة.","PeriodicalId":394540,"journal":{"name":"مجلة آداب الفراهيدي","volume":"8 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-07-25","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"مجلة آداب الفراهيدي","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.51990/jaa.15.54.2.22","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
يتناول هذا البحث موضوعًا لغويًا اجتماعيًا، يتعلّق بالعلاقة بين البنيتين الاجتماعية واللغوية، وتأثير ذلك في ظهور التنوعات الكلامية، وتشكيل السلوك اللغوي وتوجيهه، وتعدّ هذه القضايا من مشاغل علم اللغة الاجتماعي بوصفها ظواهر لسانية اجتماعية، ورصد كيفية اشتغالها في السياق الاجتماعي والثقافي والتاريخي، فاللغة لا تعمل بمعزل عن هذا السياق، بوصفها سلوكًا متضَمَّنًا في البنية الاجتماعية، فهي التي توجّه السلوك اللغوي نحو تحقيق حاجات المجتمع، وفي ضوء ذلك يبدو أثر العوامل الاجتماعية واضحًا في نشوء اللهجات الاجتماعية والطبقية التي تتفرّع عن لغة واحدة، بخصائص لغوية وتنوعات لهجيه مختلفة دلاليًا وصوتيًا ونطقيًا، تبعا لاختلاف الطبقة أو الحرفة أو الفئة الاجتماعية المعيّنة. واللغة أداة لها سلوك موجّه اجتماعيًا، غرضه تلبية الحاجات الأساسية للمجتمع؛ ولذلك فهي تسير بالاتجاه الذي تحدده البيئة، وكلّ ما يحدث في المجتمع نجد صداه في اللغة، على النحو الذي تدرج عليه المجتمع العربي من بدوي إلى آخر متحضّر، ومن لغة بدوية جسدت خشونة طباع البدوي، إلى لغة رقيقة الألفاظ، أنيقة الأسلوب، فاللغة ليست أداة للتواصل فحسب، بل لها وظائف مختلفة، فمن وجهة نظر اجتماعية، لها قدرة الكشف عن هوية الانتماء الطبقي للمتحدث بها، ومنزلته وثقافته ومستوى تعليمه، فكلّ نشاط اجتماعي نجده متضمَّنًا في نسيج اللغة.