{"title":"مؤاخذات أبي حيان على مذاهب المدارس النحوية","authors":"عائد كريم الحريزي, عبد الجواد عبد الحسن البيضاني","doi":"10.36318/0811-000-021-001","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"فاتضح لنا من خلال آرائه في تفسيره أنه تابع البصريين في أكثر مسائله ، وخالفهم في بعضها ، وليس كما قيل إنه متعصب للمدرسة البصرية قال :(( ولسنا متعبدين بنحاة البصرة ولا غيرهم ممن خالفهم، فكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام البصريين، وكم حكم ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون ))( [i] ) و من هذه المفارقة في أحكامه النحوية ينكشف لنا موقفه المحايد بين المدرستين :البصرية والكوفية ؛ أما عن زعم المحدثين تعصبه إلى المدرسة البصرية ، فقد تبين للباحث أن ذلك الزعم يصدق في مدة زمنية بعينها تابع فيها أبو حيان ـ كغيره ـ آراء النحاة الأوائل من البصريين إلى زمن سيبويه ، أما بعد ذلك فنرى أبا حيان يقول : (( ولم تقتصر لغة العرب على ما نقله أكثر البصريين ، ولا على ما اختاروه ، بل إذا صح النقل وجب المصير إليه ))( [ii] ) ، فلم نجده قد أخذ على المتقدمين من النحاة رأيا و لا أنكر لهم مذهبا إلا قليلا ، لذلك لم يخرج عما و ضعه سيبويه من قواعد و أحكام نحوية ، و كأنه يقتفي أثره ، محتجا على المعربين بآرائه ، بل كانت آراء سيبويه عنده هي الفصل في كل خلاف ، إذ كان يجله ويكبره ويرد معانديه ، أما عن كتاب سيبويه فكان يعده مرجع النحاة ، قال :(( فالكتاب هو المرقاة إلى فهم الكتاب ، إذ هو المطلع على علم الإعراب ، و المبدي من معالمه ما درس و المنطق من لسانه ما خرس ، و المحيي من رفاته ما رمس ، و الراد من نظائره ما طمس))( [iii] ).","PeriodicalId":241928,"journal":{"name":"The Arabic Language and Literature","volume":"12 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2015-04-28","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"The Arabic Language and Literature","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.36318/0811-000-021-001","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
فاتضح لنا من خلال آرائه في تفسيره أنه تابع البصريين في أكثر مسائله ، وخالفهم في بعضها ، وليس كما قيل إنه متعصب للمدرسة البصرية قال :(( ولسنا متعبدين بنحاة البصرة ولا غيرهم ممن خالفهم، فكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام البصريين، وكم حكم ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون ))( [i] ) و من هذه المفارقة في أحكامه النحوية ينكشف لنا موقفه المحايد بين المدرستين :البصرية والكوفية ؛ أما عن زعم المحدثين تعصبه إلى المدرسة البصرية ، فقد تبين للباحث أن ذلك الزعم يصدق في مدة زمنية بعينها تابع فيها أبو حيان ـ كغيره ـ آراء النحاة الأوائل من البصريين إلى زمن سيبويه ، أما بعد ذلك فنرى أبا حيان يقول : (( ولم تقتصر لغة العرب على ما نقله أكثر البصريين ، ولا على ما اختاروه ، بل إذا صح النقل وجب المصير إليه ))( [ii] ) ، فلم نجده قد أخذ على المتقدمين من النحاة رأيا و لا أنكر لهم مذهبا إلا قليلا ، لذلك لم يخرج عما و ضعه سيبويه من قواعد و أحكام نحوية ، و كأنه يقتفي أثره ، محتجا على المعربين بآرائه ، بل كانت آراء سيبويه عنده هي الفصل في كل خلاف ، إذ كان يجله ويكبره ويرد معانديه ، أما عن كتاب سيبويه فكان يعده مرجع النحاة ، قال :(( فالكتاب هو المرقاة إلى فهم الكتاب ، إذ هو المطلع على علم الإعراب ، و المبدي من معالمه ما درس و المنطق من لسانه ما خرس ، و المحيي من رفاته ما رمس ، و الراد من نظائره ما طمس))( [iii] ).