الاستدلال بالحديثِ النبويِّ الشريف في النحوِ العربيِّ بينَ الرفض والقبول

      تناولتْ هذه الدراسة قضيَّة الاستدلال بالحديث النبويِّ الشريف في النحو العربيِّ، والتي أثارتْ جدلاً واسعاً بين العلماء قديماً وحديثاً، وقد هدفتْ الدراسةُ إلى تتبع هذه القضية للكشف عن كلِّ جوانبها وإلإلمام بتفاصيلها والإحاطة بملابساتها، كما هدفتْ الدراسةُ ــ كذلك ــ إلى التحقق والتثبت من أمر الاستشهاد بالحديث من قبل النحاة المقعِّدين للنحو العربيِّ، وأخيراً هدفتْ إلى التعرُّف على أسباب الخلاف بين العلماء حول هذه القضيَّة. واتَّبعتْ الدراسةُ المنهجَ الوصفيّ الذي يقوم على جمع المعلومات وتصنيفها وتبويبها وتحليلها بغية الوصول لنتائج تحقق الأهداف المنشودة، وتوصلتْ الدراسةُ بعدُ إلى جملة من النتائج ولعلَّ من أهمها: استشهد النحاة الأوائل بالحديث النبويِّ الشريف على قلَّةٍ وتحفظٍ شديدين، انقسم العلماء في قضيَّة الاستدلال بالحديث إلى ثلاثة مذاهب (المنع مطلقاً، والجواز مطلقاً، الجواز بشروط)، وكذلك توصلتْ الدراسةُ إلى أنَّ التجويز بشروط وضوابط أقرب المذاهب الثلاثة إلى الصواب. وأخيراً حفظ المذهب الثالث ـــــ التجويز بشروط ـــــ للحديث النبويِّ قدسيته وفصاحته، كما حفظ ــــ كذلك ـــــ للاستشهاد ضوابطه وقيوده ، توسطاً بين هذا وذاك.