اوهام السائح الهروي (ت٦١١ه) في كتابه الإشارات الى معرفة الزيارات الشام ومصر انموذجاً

ان عملية الاهتمام بكتابات الرحالة والمؤرخين يجب ان لا تكون موجهة فقط الى التجارب الناجحة والتي أسهمت في تطوير علم الجغرافية التاريخية، بل يجب ان يكون هنالك تسليط للضوء على الأخطاء التي وقع فيها الرحالة والجغرافيون والسبب الذي أدى الى ذلك، وهل هو ناتج عن نقل خاطئ، ام رؤية غير دقيقة، او تدوين المعلومات بعد زمن من مشاهدتها ودخول عوامل التقدم في السن وتضارب المعلومات سببا في ذلك الخطأ التاريخي، وهو ما حرصنا على اظهاره في هذا البحث، الذي اردنا ان يكون عن شخصية لم تنل حظها الوافر من الاهتمام أسوة بغيره من الرحالة الاخرين، بل حتى ان تحقيق كتابه كان بسيطا ولا يرقى الى مستوى يرضي طموح الباحثين وهو ما نشدد على ضرورة إعادة النظر فيه، واخراجه بصورة مختلفة ليكون على مستوى واحد مع بقية كتب الرحلة والجغرافية التاريخية، خصوصا ان رحالتنا هذا كان ممن اعتمد عليه عدد من المؤرخين والجغرافيين في وقته، كياقوت الحموي وغيره، فكان والامر كذلك ان نكشف الغموض عن بعض جوانب شخصيته ورحلاته في البلاد الإسلامية: