{"title":"阿拉伯人及其邻国:阿拉伯冷战的发展","authors":"مبروكة الورفلّي","doi":"10.51984/johs.v23i1.2674","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"هدفت شهدت المنطقة العربية ولازالت تشهد حالة تنافس على النفوذ أُطلقَ عليها الحرب الباردة الجديدة في الشرق الأوسط، وهي تشترك في أوجه تشابه بنيوية مهمة مع صراعات الخمسينيات والستينيات التي أطلق عليها مالكولم كير اسم \"الحرب الباردة العربية\". حيث كانت قوّة الأطراف الرئيسية تقاس من خلال قدرتها على التأثير على الصراعات السياسية الداخلية في الدول المجاورة. وعليه فإن السياسة الإقليمية المعقدة والعنيفة في الشرق الأوسط تُفهَم على أنها حرب باردة بين عدد من اللاعبين الإقليميين، سواء الدول أو الجهات الفاعلة غير الحكومية. إنها حرب باردة لأن الفاعلين الرئيسيين لا يتواجهون، وعلى الأرجح لن يواجه بعضهم البعض عسكريا. بل إن التنافس على النفوذ يتجلّى في الأنظمة السياسية الداخلية للدول الضعيفة في المنطقة، وقد انتقل الصراع من كونه صراع بين أطراف عربية إلى صراع بين طرف عربي وطرف غير عربي ضمن المنطقة العربية. فقد أدّت التطوّرات التي شهدتها المنطقة منذ الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979 إلى تغيّر في طبيعة وأسباب وأطراف الحرب الباردة في المنطقة، حيث انحسر البعد القومي وفي المقابل تنامى البعد الديني الإسلامي تحديدا، في صراع على الزعامة والهيمنة. وقد صاحب ذلك ظهور التيارات الإسلامية كلاعب غير رسمي ممّا أثّر في شكل هذه الحرب وأعاد رسم خريطة الصراع في المنطقة. وتظهر تداعيات هذه الحرب على ساحات الدول الضعيفة التي اخفقت في مشاريع بناء الدولة والتي تحوّلت إلى ساحة معارك لتلك الدول المتنافسة.","PeriodicalId":508704,"journal":{"name":"Journal of Human Sciences","volume":"22 6","pages":""},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2024-02-25","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":"{\"title\":\"العرب وجيرانهم: تطوّرات الحرب العربية الباردة\",\"authors\":\"مبروكة الورفلّي\",\"doi\":\"10.51984/johs.v23i1.2674\",\"DOIUrl\":null,\"url\":null,\"abstract\":\"هدفت شهدت المنطقة العربية ولازالت تشهد حالة تنافس على النفوذ أُطلقَ عليها الحرب الباردة الجديدة في الشرق الأوسط، وهي تشترك في أوجه تشابه بنيوية مهمة مع صراعات الخمسينيات والستينيات التي أطلق عليها مالكولم كير اسم \\\"الحرب الباردة العربية\\\". حيث كانت قوّة الأطراف الرئيسية تقاس من خلال قدرتها على التأثير على الصراعات السياسية الداخلية في الدول المجاورة. وعليه فإن السياسة الإقليمية المعقدة والعنيفة في الشرق الأوسط تُفهَم على أنها حرب باردة بين عدد من اللاعبين الإقليميين، سواء الدول أو الجهات الفاعلة غير الحكومية. إنها حرب باردة لأن الفاعلين الرئيسيين لا يتواجهون، وعلى الأرجح لن يواجه بعضهم البعض عسكريا. بل إن التنافس على النفوذ يتجلّى في الأنظمة السياسية الداخلية للدول الضعيفة في المنطقة، وقد انتقل الصراع من كونه صراع بين أطراف عربية إلى صراع بين طرف عربي وطرف غير عربي ضمن المنطقة العربية. فقد أدّت التطوّرات التي شهدتها المنطقة منذ الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979 إلى تغيّر في طبيعة وأسباب وأطراف الحرب الباردة في المنطقة، حيث انحسر البعد القومي وفي المقابل تنامى البعد الديني الإسلامي تحديدا، في صراع على الزعامة والهيمنة. وقد صاحب ذلك ظهور التيارات الإسلامية كلاعب غير رسمي ممّا أثّر في شكل هذه الحرب وأعاد رسم خريطة الصراع في المنطقة. وتظهر تداعيات هذه الحرب على ساحات الدول الضعيفة التي اخفقت في مشاريع بناء الدولة والتي تحوّلت إلى ساحة معارك لتلك الدول المتنافسة.\",\"PeriodicalId\":508704,\"journal\":{\"name\":\"Journal of Human Sciences\",\"volume\":\"22 6\",\"pages\":\"\"},\"PeriodicalIF\":0.0000,\"publicationDate\":\"2024-02-25\",\"publicationTypes\":\"Journal Article\",\"fieldsOfStudy\":null,\"isOpenAccess\":false,\"openAccessPdf\":\"\",\"citationCount\":\"0\",\"resultStr\":null,\"platform\":\"Semanticscholar\",\"paperid\":null,\"PeriodicalName\":\"Journal of Human Sciences\",\"FirstCategoryId\":\"1085\",\"ListUrlMain\":\"https://doi.org/10.51984/johs.v23i1.2674\",\"RegionNum\":0,\"RegionCategory\":null,\"ArticlePicture\":[],\"TitleCN\":null,\"AbstractTextCN\":null,\"PMCID\":null,\"EPubDate\":\"\",\"PubModel\":\"\",\"JCR\":\"\",\"JCRName\":\"\",\"Score\":null,\"Total\":0}","platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Journal of Human Sciences","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.51984/johs.v23i1.2674","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
هدفت شهدت المنطقة العربية ولازالت تشهد حالة تنافس على النفوذ أُطلقَ عليها الحرب الباردة الجديدة في الشرق الأوسط، وهي تشترك في أوجه تشابه بنيوية مهمة مع صراعات الخمسينيات والستينيات التي أطلق عليها مالكولم كير اسم "الحرب الباردة العربية". حيث كانت قوّة الأطراف الرئيسية تقاس من خلال قدرتها على التأثير على الصراعات السياسية الداخلية في الدول المجاورة. وعليه فإن السياسة الإقليمية المعقدة والعنيفة في الشرق الأوسط تُفهَم على أنها حرب باردة بين عدد من اللاعبين الإقليميين، سواء الدول أو الجهات الفاعلة غير الحكومية. إنها حرب باردة لأن الفاعلين الرئيسيين لا يتواجهون، وعلى الأرجح لن يواجه بعضهم البعض عسكريا. بل إن التنافس على النفوذ يتجلّى في الأنظمة السياسية الداخلية للدول الضعيفة في المنطقة، وقد انتقل الصراع من كونه صراع بين أطراف عربية إلى صراع بين طرف عربي وطرف غير عربي ضمن المنطقة العربية. فقد أدّت التطوّرات التي شهدتها المنطقة منذ الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979 إلى تغيّر في طبيعة وأسباب وأطراف الحرب الباردة في المنطقة، حيث انحسر البعد القومي وفي المقابل تنامى البعد الديني الإسلامي تحديدا، في صراع على الزعامة والهيمنة. وقد صاحب ذلك ظهور التيارات الإسلامية كلاعب غير رسمي ممّا أثّر في شكل هذه الحرب وأعاد رسم خريطة الصراع في المنطقة. وتظهر تداعيات هذه الحرب على ساحات الدول الضعيفة التي اخفقت في مشاريع بناء الدولة والتي تحوّلت إلى ساحة معارك لتلك الدول المتنافسة.