الأبعاد الجمالية والتّخييلية في تلقي الأقاويل الشّعرية عند القرطاجني من خلال كتابه (منهاج البلغاء وسراج الأدباء)

يهدف البحث إلى إثارة قضيّة الإبداع الشّعري عند قدماء النقاد، باعتباره لغة دالة على المنحى الوظيفي، وينطوي على أبعاد متعدّدة يعضدها الجمالي والتّخييلي؛ لذلك فالحديث سيكون عن خصائص التواصل الجمالي من وجهة نظر حازم القرطاجني من خلال كتابه منهاج البلغاء وسراج الأدباء، ويقوم البحث على مقدمة و مبحثين: الأول عن المتلقي، أما الثاني فعن تفاعل القطبين وتحقّق الوظيفة الشعرية، وسيستقرئ النصوص؛ قصد الوصول إلى تصوراته ورؤيته في مسألة التواصل الجمالي، وتوصل إلى أن المعاني الشّعرية تقترن أساسا بالعنصر الخيالي، وأن عملية التخييل تكمن في النّشاط الذهني الذي يقوم به المتلقي، وهو نشاط تأويلي يعيد فيه بناء الصّور، وأنّ الإجراء المنهجي الذي سلكه القرطاجني في تأصيل قضايا الإبداع والتلقي، من شأنه أن يكشف عن عمق النّظر التّخييلي والنّقدي الذي بلغه التفكير النّقدي لدى النقاد الفلاسفة، وأن يكون مراعيا لمقتضيات أحوال المتلقي، فالمسألة تتعلق بتحديد مقتضيات التواصل الأدبي ومقاصده؛ لذلك وقبل الخوض في المسائل المتعلقة بتشكيل الخطاب، يحسن الالتفات إلى دورة التخاطب، قصد التركيز على فاعلية قطبي التّواصل للكشف عن الأبعاد الجمالية والتخييلية في تلقي الأقاويل الشّعرية، ذلك أن هذه الأخيرة، لا تقدم الموضوع في ذاته ولا تحاكيه في شكله، كما هو، وإنّما تقدمه في ضوء غاية سلوكية تؤثر على عمل المخيّلة.