المنهج النقدي عند المرصفي "دراسة تحليلية"

يتناول هذا البحث تحت عنوان "المنهج النقدي عند المرصفي" التعريف بالمرصفي وسيرته العلمية واتجاهاته الأدبية، وسمات الحياة الأدبية والنقدية في عصره، والمنهج النقدي الذي سلكه، والعوامل المؤثرة فيه، وكيف ساهم هذا المنهج في إعادة الحياة الأدبية والنقدية إلى سابق ازدهارها بعد فترة من الركود والاضمحلال بلغت قرونا من الزمن. ويكشف البحث طريقة الشيخ المرصفي في الجمع بين التراث والمعاصَرة في منهجه النقدي؛ من خلال توظيفٍ أدبيٍّ ونقديٍّ ينطلق عبر منهج علمي قويٍّ وصحيح، وملاءمة هذا المنهج لظروف الحياة الأدبية في ذلك الوقت؛ إذْ كان الأمر يتطلَّب؛ أن يكونَ الانطلاق في عملية إعادة البناء بعد فترة الظلام والركود من القديم. وحين نتناول أعمال الشيخ حسين المرصفي الأدبية والنقدية -بصفته أحد الرواد- تبدو لنا بوضوحٍ معالم النهضة النقدية التي أرساها لتلامذته، وعالج من خلالها كثيرًا من المسائل التراثية والمعاصرة، متابعًا النقاد القدماء في بعض المسائل ومعارضًا لهم في مسائل أخرى، وهذا كله له نماذج وأمثلة كثيرة أتناول شيئًا منها في هذه الدراسة؛ حيث يُعَد المرصفي من رواد تلك النهضة الأدبية الشاملة التي تطلَّبت منه ذلك المنهج؛ الذي استطاع من خلاله التأثير في مسار الإنتاج الشعري والأدبي لتلامذته من الجيل الأول في عصر النهضة. إضافة إلى ذلك؛ اهتمامه بالموضوعات البلاغية في مؤلفاته النقدية، ولقد خلَّف المرصفي عدة مؤلفات لها أهميتها في مختلف العلوم والمجالات، وفي مقدمتها اللغة العربية والأدب والنقد.