مراكز التفكير والدراسات العربية :أزمة بدايات أم وعي متأخر بالخبرة؟

ستحاول هذه الورقة المساهمة في الحديث عن جانب من عالم الخبرة، وتحديدا المعلق بمأسستها ضمن مراكز ومكاتب، باعتبارها أداة لنضج عمل المؤسسات والقرار. مراكز أضحت بؤرا للخبراء، تعكس صورة من أوجه الصراع والقوة، بين الدول حول المعرفة. مما يساهم في استدراج هذه الأخيرة إلى منطق السوق وتسليعها، الشيء الذي يتجلى في الدعم المالي للمراكز، وتصاعد دورها لدى عدد من الدول الصاعدة. كما حاولت المقالة؛ أن تتناول وضعية المراكز بالبلدان العربية ومنطقة الشرق الوسط بشكل عام، التي بدأ وضعها يتحسن في الترتيب الدولي المعياري رغم إكراهات الواقع المحلي، وكذا الوعي المتأخر بالخبرة المُمَأسسة، ثم إكراه التوجيه والأمننة. وأخيرا، ستحاول هذا الورقة أن تسلط بعض الضوء على بعض المراكز المغربية، ومحاولات تجاوزها لأزمة البدايات، مع عرض نموذج لتقرير خبرة، لأحد المراكز الصاعدة مع نقد علمي موجه لها.