التمثلات الأخلاقية في الحضارة الإسلامية "دراسة تحليليّة لآراء المستشرق مارشال هود جسون في كتابه مغامرة الإسلام"

للحضارة الإسلامية جوانب كثيرة وأشربة متنوّعة شغلت الأخلاق جانباً مهمّاً وكبيراً منها لأنها تننطلق من الإنسان باعتباره المحرّك لها، حيث تمثل الأخلاق البعد الروحي والجوهر الحقيقي الذي تقوم عليه الدول في نشأتها، وصيرورتها عبر الحِقب التاريخيّة ، وفي عين الوقت تكون سر بقائها، وخلودها عبر تاريخ الأجيال ، وبطبيعة الحال إذا غار هذا الجانب اُنذرت جوانبُ الحضارة بالخطر او الزوال ، ولا نغالي اذا قلنا إنّ ما شهدته الحضارة الإسلامية مِن أخلاق وقيم قد فاقت نظيراتها من الحضارات الأخرى، وذلك بفضل الإسلام، والشريعة السمحاء، وما اوصت به من الأخذ بتلك القيم النبيلة ، ولذا أضحت مثار اهتمام للغربييّن ومنهم المستشرقين فراحوا يجسدونها بكتبهم، وتآليفهم .  ومن جانب آخر : فإن للمستشرقين  آراء فاحصة وناقدة في صيرورة وحياة الحضارات اختلفت باختلاف التوجهات، والأفكار، والمعطيات وكان للمستشرق هود جسون رأي جديد ومخالف عمن سبقه من المستشرقين بهذا الشأن فعمدنا لتسليط الضوء عليه ، وعلى هذا الأساس فقد سار البحث على محاور ثلاث . الأول هو التعريف بالمؤلِف مارشال هود جسون والمؤلَّف مغامرة الإسلام  باعتباره من الكتب الحديثة في ساحة الثقافة العربية ولم يطبع حتى عام 2021م وهو بكر في مجال الدراسات الإسلامية . أما المحورُ الثاني فاخذ بعرض آراء المستشرقين حول الحضارات، وميدان بقائها أو زوالها كلّ بحسب توجهه، ورأيه إلى أن انتهى المقامُ للمحور الثالث الذي يُعنى بالفكرة الجديدة التي طرحها  هود جسون وهي البعد الأخلاقي للحضارة الإسلامية هذا الراي الذي خالف فيه من سبقه من المستشرقين أيضاً من خلال الرؤية الإيجابيّة للحضارة الإسلاميّة  .