المنهج التوثيقي في دراسة الشعر معروف الرصافي نموذجاً

عـاش الرصافي أحداثاً جسيمة، وشهد متغيرات كثيرة في العراق خاصة والعالم الإسلامي عامة، فقـد عـاش بين عامي 1875م-1945م. ولـد بـبغداد، ونشأ بهـا في (الرصافة) وتلقى دروسه الإبتدائية في المدرسة الرشدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الألوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده في الاحتجاج والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني، ورحل بعد الدستور إلى الإستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني، وهجا دعاة الإصلاح واللامركزية من العرب، وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى عام 1918م إلى دمشق، ثم عين أستاذاً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، فأقـام مـدة وعاد إلى بغداد، فعين نائباً لرئيس لجنة الترجمة والتعريب، وانتخب عضوا مراسلا للمجمع العلمي العربي في دمشق كما تشير رسالة محمـد كـرد علـي رئيس المجمع المؤرخة في 4 /6 /1923(1)، وأصدر جريدة الأمـل (يومية في العام نفسه، فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وعين فمدرساً للعربية وآدابها في دار المعلمين، فرئيساً للجنة الاصطلاحات العلمية، واستقال الأعمال الحكومية سنة 1928م فانتخب (عضواً) في مجلس النواب خمس مرات في مدة ثمانية أعوام، وزار مصر سنة 1936م، وقامت ثورة رشيد عالي الكيلاني في أوائل الحرب العالمية الثانية، فنظم أناشيدها وكان من خطبائها وفشلت، فعاش بعدها في شبه انزواء عن الناس إلى أن توفي ببيته في الأعظمية ببغداد.