فهم رؤية الله للإباضية في خاصّ قلهاتي

تعتبر رؤية الله ، وهي قضية مهمة من حيث الفصل المعرفي والمنهجي ، على الرغم من أنها ثانوية من حيث مبادئ الإيمان في الفكر اللاهوتي ، من القضايا التي تختلف فيها مذاهب الاعتقادية. في هذه الدراسة ، يتم عرض آراء الإباضيّة حول رؤية الله على محور القلهاتي ، مما يساهم في تطوير الفكر الإباضي وتنظيمه. بالإضافة إلى ذلك ، فإن الحجج العقلية والنقلية واللغوية التي طرحها لتبرير فكره في الموضوع قد تم تحديدها وذكرها. الهدف من هذه الدراسة ليس تأسيس منظور جديد ، ولكن الوصول إلى نتائج علمية عن طريق تحليل منهجي في ضوء البيانات. وبهذه الطريقة ، سيتم الكشف عن أفكار الإباضية حول "رؤية الله" والأدلة التي استدلوا بها في ضوء المعطيات الملموسة. في هذا البحث ، تم اعتبار " الكشف في البيان " ، وهو الكتاب الوحيد للقلهاتي الذي عثر عليه حتى يومنا هذا مصدرا رئيسيا ، بينما تم اعتبار الدراسات المعاصرة حول الموضوع المعني مصدرًا ثانويًا. في نهاية هذه الدراسة ، اتضح أن الإباضيّة -حسب رأي القلهاتي -يعتقدون أنه لا يمكن رؤية الله ، وأن القلهاتي أوّلَ الأدلة النقلية في رؤية الله تأويلا مختلفا. وقد لوحظ بأنه أثناء الدفاع عن رأيه هذا، قصد تنزيه الله سبحانه تعالى عن الجسم والجهة، الأمر الذي حداه إلى القول بأن الله ليس جسما ولا يتقيد بجهة معينة.