{"title":"伊斯兰文化对人类进步的贡献","authors":"د.موسى محمد نور الضو","doi":"10.52981/fic.v1i6.395","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"يعالج هذا البحث قضية رُقي الإنسان من خلال خصائص الثقافة الإسلامية. تحدثت فيه عن: مفهوم الثقافة في اللغة، وخلصت فيها إلى أنها التهذيب والحذق والفطنة والتقويم وسرعة التعلم، ودلفت إلى تعريفها في الاصطلاح: ووجدتها ذات أبعاد كبيرة ودلالات واسعة، فهي: الإلمام الواسع عن طريق البحث والتنقيب في مجموعة كبيرة من العلوم. وعرفتها في الاصطلاح الإسلامي: حيث لم يعرف هذا المصطلح لدى المسلمين ولم يتداول بمعناه الشائع إلاّ بعد الاتصال بالثقافات والحضارات الأُخرى،ثم انتقلت لبيان خصائص الثقافة الإسلامية التي تميزها عن الثقافات الأخرى والتي أخذت منها أنموذجا تمثل في: الربانية، والإيجابية، والشمول، والعالمية، ولقد كان لهذه الخصائص مساهمة كبيرة في رُقي الإنسان، وهي التي تُؤهل للقيادة، وإلحاق الرحمة بالعالمين. تحدثت عن الربانية كونها أول الخصائص،ومن أعظم مزاياها أن الوحي الإلهي وضع أصلها وحدد معالمها، فهي الوحيدة من بين الثقافات التي ترجع في مصدرها لله وحده، عكس الثقافة الغربية التي تستمد مصدرها من الفكر الفلسفي اليوناني والقانون الروماني والنصرانية المنحرفة أو الفلسفة الوضعية. ثم انتقلت لخاصية الشمول فوجدت هذه الخاصية جمعت الشعوب والقبائل والقوام، وحققت النقلة النوعية من دولة اللون والجنس والأرض إلى أمة ودولة الفكر والعقيدة، حيث أصبح الكسب والاختيار هما معيار التفاضل، وتحقيق كرامة وإنسانية الإنسان. وتحدثت عن الإيجابية وما تقدمه هذه الخاصية إسهاماً في رُقي الإنسان يتمثل في اهتمامها بالقيم الإنسانية، وإلزامها الإنسان بالعمل والإخلاص فيه حسب طاقته وإمكاناته ومواهبه، وتحذره بشدة من التواكل والتخاذل والتكاسل، وإحساس المسلم بمسؤوليته، ومكانته وبأهمية خلقه في هذه الحياة الدنيا، وعدم إيذاء الآخرين، والإحسان إليهم، و تحديد دور الفرد والمؤسسة والأسرة والمجتمع والدولة في حراسة الهوية، وتربط ذلك بمعطيات التاريخ الإسلامي،هذا ما يجعل المسلم محيطاً بكل جوانب الحياة من حوله غير معتكف على نفسه، مهتم بغيره ومحترم لحقوقهم. \nوتحدثت عن العالمية التي تميزت الثقافة الإسلامية بها، وتستمدها من عالمية الإسلام الذي جاء منادياً بأنه دين عالمي، لكافة الناس، بقيمه المثلى التي تصلح لكل زمان ومكان وتنصهر مع التصورات والأفكار الجديدة، وهذه تُسهم في رُقي الإنسان من خلال أنها إنسانية لا تفرض نفسها على الآخرين، بل تعرفهم وتعترف بهم، فهي لم توضع لجنس ولا للون ولا لبيئة معينة، بل موجهة للبشرية جمعا،تأمر بمكارم الأخلاق والتسامح والإخاء والعفو والتعاون على أساس أن البشرية تشمل وحدة إنسانية متكاملة تحث على التعايش السلمي العالمي بين أبناء الشعوب عن طريق التعارف بما يفضي إلى إسعاد البشر.","PeriodicalId":228009,"journal":{"name":"Islamic Dawa landmarks Journal","volume":"20 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2019-10-07","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":"{\"title\":\"إسهام الثقافة الإسلامية في رُقي الإنسان\",\"authors\":\"د.موسى محمد نور الضو\",\"doi\":\"10.52981/fic.v1i6.395\",\"DOIUrl\":null,\"url\":null,\"abstract\":\"يعالج هذا البحث قضية رُقي الإنسان من خلال خصائص الثقافة الإسلامية. تحدثت فيه عن: مفهوم الثقافة في اللغة، وخلصت فيها إلى أنها التهذيب والحذق والفطنة والتقويم وسرعة التعلم، ودلفت إلى تعريفها في الاصطلاح: ووجدتها ذات أبعاد كبيرة ودلالات واسعة، فهي: الإلمام الواسع عن طريق البحث والتنقيب في مجموعة كبيرة من العلوم. وعرفتها في الاصطلاح الإسلامي: حيث لم يعرف هذا المصطلح لدى المسلمين ولم يتداول بمعناه الشائع إلاّ بعد الاتصال بالثقافات والحضارات الأُخرى،ثم انتقلت لبيان خصائص الثقافة الإسلامية التي تميزها عن الثقافات الأخرى والتي أخذت منها أنموذجا تمثل في: الربانية، والإيجابية، والشمول، والعالمية، ولقد كان لهذه الخصائص مساهمة كبيرة في رُقي الإنسان، وهي التي تُؤهل للقيادة، وإلحاق الرحمة بالعالمين. تحدثت عن الربانية كونها أول الخصائص،ومن أعظم مزاياها أن الوحي الإلهي وضع أصلها وحدد معالمها، فهي الوحيدة من بين الثقافات التي ترجع في مصدرها لله وحده، عكس الثقافة الغربية التي تستمد مصدرها من الفكر الفلسفي اليوناني والقانون الروماني والنصرانية المنحرفة أو الفلسفة الوضعية. ثم انتقلت لخاصية الشمول فوجدت هذه الخاصية جمعت الشعوب والقبائل والقوام، وحققت النقلة النوعية من دولة اللون والجنس والأرض إلى أمة ودولة الفكر والعقيدة، حيث أصبح الكسب والاختيار هما معيار التفاضل، وتحقيق كرامة وإنسانية الإنسان. وتحدثت عن الإيجابية وما تقدمه هذه الخاصية إسهاماً في رُقي الإنسان يتمثل في اهتمامها بالقيم الإنسانية، وإلزامها الإنسان بالعمل والإخلاص فيه حسب طاقته وإمكاناته ومواهبه، وتحذره بشدة من التواكل والتخاذل والتكاسل، وإحساس المسلم بمسؤوليته، ومكانته وبأهمية خلقه في هذه الحياة الدنيا، وعدم إيذاء الآخرين، والإحسان إليهم، و تحديد دور الفرد والمؤسسة والأسرة والمجتمع والدولة في حراسة الهوية، وتربط ذلك بمعطيات التاريخ الإسلامي،هذا ما يجعل المسلم محيطاً بكل جوانب الحياة من حوله غير معتكف على نفسه، مهتم بغيره ومحترم لحقوقهم. \\nوتحدثت عن العالمية التي تميزت الثقافة الإسلامية بها، وتستمدها من عالمية الإسلام الذي جاء منادياً بأنه دين عالمي، لكافة الناس، بقيمه المثلى التي تصلح لكل زمان ومكان وتنصهر مع التصورات والأفكار الجديدة، وهذه تُسهم في رُقي الإنسان من خلال أنها إنسانية لا تفرض نفسها على الآخرين، بل تعرفهم وتعترف بهم، فهي لم توضع لجنس ولا للون ولا لبيئة معينة، بل موجهة للبشرية جمعا،تأمر بمكارم الأخلاق والتسامح والإخاء والعفو والتعاون على أساس أن البشرية تشمل وحدة إنسانية متكاملة تحث على التعايش السلمي العالمي بين أبناء الشعوب عن طريق التعارف بما يفضي إلى إسعاد البشر.\",\"PeriodicalId\":228009,\"journal\":{\"name\":\"Islamic Dawa landmarks Journal\",\"volume\":\"20 1\",\"pages\":\"0\"},\"PeriodicalIF\":0.0000,\"publicationDate\":\"2019-10-07\",\"publicationTypes\":\"Journal Article\",\"fieldsOfStudy\":null,\"isOpenAccess\":false,\"openAccessPdf\":\"\",\"citationCount\":\"0\",\"resultStr\":null,\"platform\":\"Semanticscholar\",\"paperid\":null,\"PeriodicalName\":\"Islamic Dawa landmarks Journal\",\"FirstCategoryId\":\"1085\",\"ListUrlMain\":\"https://doi.org/10.52981/fic.v1i6.395\",\"RegionNum\":0,\"RegionCategory\":null,\"ArticlePicture\":[],\"TitleCN\":null,\"AbstractTextCN\":null,\"PMCID\":null,\"EPubDate\":\"\",\"PubModel\":\"\",\"JCR\":\"\",\"JCRName\":\"\",\"Score\":null,\"Total\":0}","platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Islamic Dawa landmarks Journal","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.52981/fic.v1i6.395","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
يعالج هذا البحث قضية رُقي الإنسان من خلال خصائص الثقافة الإسلامية. تحدثت فيه عن: مفهوم الثقافة في اللغة، وخلصت فيها إلى أنها التهذيب والحذق والفطنة والتقويم وسرعة التعلم، ودلفت إلى تعريفها في الاصطلاح: ووجدتها ذات أبعاد كبيرة ودلالات واسعة، فهي: الإلمام الواسع عن طريق البحث والتنقيب في مجموعة كبيرة من العلوم. وعرفتها في الاصطلاح الإسلامي: حيث لم يعرف هذا المصطلح لدى المسلمين ولم يتداول بمعناه الشائع إلاّ بعد الاتصال بالثقافات والحضارات الأُخرى،ثم انتقلت لبيان خصائص الثقافة الإسلامية التي تميزها عن الثقافات الأخرى والتي أخذت منها أنموذجا تمثل في: الربانية، والإيجابية، والشمول، والعالمية، ولقد كان لهذه الخصائص مساهمة كبيرة في رُقي الإنسان، وهي التي تُؤهل للقيادة، وإلحاق الرحمة بالعالمين. تحدثت عن الربانية كونها أول الخصائص،ومن أعظم مزاياها أن الوحي الإلهي وضع أصلها وحدد معالمها، فهي الوحيدة من بين الثقافات التي ترجع في مصدرها لله وحده، عكس الثقافة الغربية التي تستمد مصدرها من الفكر الفلسفي اليوناني والقانون الروماني والنصرانية المنحرفة أو الفلسفة الوضعية. ثم انتقلت لخاصية الشمول فوجدت هذه الخاصية جمعت الشعوب والقبائل والقوام، وحققت النقلة النوعية من دولة اللون والجنس والأرض إلى أمة ودولة الفكر والعقيدة، حيث أصبح الكسب والاختيار هما معيار التفاضل، وتحقيق كرامة وإنسانية الإنسان. وتحدثت عن الإيجابية وما تقدمه هذه الخاصية إسهاماً في رُقي الإنسان يتمثل في اهتمامها بالقيم الإنسانية، وإلزامها الإنسان بالعمل والإخلاص فيه حسب طاقته وإمكاناته ومواهبه، وتحذره بشدة من التواكل والتخاذل والتكاسل، وإحساس المسلم بمسؤوليته، ومكانته وبأهمية خلقه في هذه الحياة الدنيا، وعدم إيذاء الآخرين، والإحسان إليهم، و تحديد دور الفرد والمؤسسة والأسرة والمجتمع والدولة في حراسة الهوية، وتربط ذلك بمعطيات التاريخ الإسلامي،هذا ما يجعل المسلم محيطاً بكل جوانب الحياة من حوله غير معتكف على نفسه، مهتم بغيره ومحترم لحقوقهم.
وتحدثت عن العالمية التي تميزت الثقافة الإسلامية بها، وتستمدها من عالمية الإسلام الذي جاء منادياً بأنه دين عالمي، لكافة الناس، بقيمه المثلى التي تصلح لكل زمان ومكان وتنصهر مع التصورات والأفكار الجديدة، وهذه تُسهم في رُقي الإنسان من خلال أنها إنسانية لا تفرض نفسها على الآخرين، بل تعرفهم وتعترف بهم، فهي لم توضع لجنس ولا للون ولا لبيئة معينة، بل موجهة للبشرية جمعا،تأمر بمكارم الأخلاق والتسامح والإخاء والعفو والتعاون على أساس أن البشرية تشمل وحدة إنسانية متكاملة تحث على التعايش السلمي العالمي بين أبناء الشعوب عن طريق التعارف بما يفضي إلى إسعاد البشر.