{"title":"阿拉伯社会通过《和平城附近的墓地和景象》一书与中世纪的死亡和死亡的关系","authors":"محمّد صلاح بوشتلة","doi":"10.36394/jhss/17/2b/4","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"المقابر والمشاهد في تاريخنا القديم، وليس في تاريخ بغداد فقط، بل وحتى الخرابات التي بقيت من بعضها، قد تشكل الأيقونة الأهم؛ لفهم مراحل تاريخية، كما للإحاطة بالذّهنيات، وكذا لفهم نشأة تقاليد دينية واجتماعية ما تزال حاضرة إلى اليوم، فالمقابر والمراقد والمزارات، في مجتمع يُكْبِرُ من شأن الأموات في الوقت الذي يهاب الموت، هي مآثر تقف موقف الشّاهدة عند المؤرخ، توجهه وتمده بالكثير من الفرضيات، وتؤكد ما قد يتوصل إليه، فحينما يجد المرء في الأرض الخلاء أطلالاً كثيرة، فإنه يستنتج أن البلاد كانت معمورة في الماضي، أما إذا لم ير شيئاً من ذلك، فلا يستطيع أن يصل إلى أيّ نتيجة، إذ الواقعة تقع فتتجسد في شاهدة، وحينما يعثر المؤرخ على الشّاهدة فإنه يستحضر حتما الواقعة، منها يستوحي تساؤلاته، ومنها يبحث عن شواهد جديدة قد تُعينه على الإحاطة بأخبار الحادثة. وتبقى المقابر والأضرحة وكتب المناقب مصدراً مهماً لأي عملية تأريخية لما كان، بل ولفهم الحاضر.\nإن كتاب المشاهد بجانب مدينة السّلام لعلي بن أنجب ليس لوحة تصور لنا حياة الإنسان البغدادي فقط، وإنما تنقل، وبشكل دقيق، اعتلاجات المعيش اليومي للمجتمع العربي في العصور الوسطى من خلال علاقته بالموت والموتى وبمراقدهم، إذ لا يتعلق الأمر بحكايا بسيطة، وإنما بمعيش يومي يُخفي هواجس ومشاعر وثقافة يستحق معها كتاب ابن أنجب أكثر من وقفة، وأكثر من قراءة بزوايا نظر متعددة.\nالكلمات الدالة: الموت، المقابر، بغداد، الجنائز.","PeriodicalId":230257,"journal":{"name":"University of Sharjah (UoS) Journal of Humanities and Social Sciences","volume":"35 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2020-12-31","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":"{\"title\":\"علاقة المجتمع العربي بالموت والموتى في العصر الوسيط من خلال كتاب «المقابر والمشاهد بجانب مدينة السّلام»\",\"authors\":\"محمّد صلاح بوشتلة\",\"doi\":\"10.36394/jhss/17/2b/4\",\"DOIUrl\":null,\"url\":null,\"abstract\":\"المقابر والمشاهد في تاريخنا القديم، وليس في تاريخ بغداد فقط، بل وحتى الخرابات التي بقيت من بعضها، قد تشكل الأيقونة الأهم؛ لفهم مراحل تاريخية، كما للإحاطة بالذّهنيات، وكذا لفهم نشأة تقاليد دينية واجتماعية ما تزال حاضرة إلى اليوم، فالمقابر والمراقد والمزارات، في مجتمع يُكْبِرُ من شأن الأموات في الوقت الذي يهاب الموت، هي مآثر تقف موقف الشّاهدة عند المؤرخ، توجهه وتمده بالكثير من الفرضيات، وتؤكد ما قد يتوصل إليه، فحينما يجد المرء في الأرض الخلاء أطلالاً كثيرة، فإنه يستنتج أن البلاد كانت معمورة في الماضي، أما إذا لم ير شيئاً من ذلك، فلا يستطيع أن يصل إلى أيّ نتيجة، إذ الواقعة تقع فتتجسد في شاهدة، وحينما يعثر المؤرخ على الشّاهدة فإنه يستحضر حتما الواقعة، منها يستوحي تساؤلاته، ومنها يبحث عن شواهد جديدة قد تُعينه على الإحاطة بأخبار الحادثة. وتبقى المقابر والأضرحة وكتب المناقب مصدراً مهماً لأي عملية تأريخية لما كان، بل ولفهم الحاضر.\\nإن كتاب المشاهد بجانب مدينة السّلام لعلي بن أنجب ليس لوحة تصور لنا حياة الإنسان البغدادي فقط، وإنما تنقل، وبشكل دقيق، اعتلاجات المعيش اليومي للمجتمع العربي في العصور الوسطى من خلال علاقته بالموت والموتى وبمراقدهم، إذ لا يتعلق الأمر بحكايا بسيطة، وإنما بمعيش يومي يُخفي هواجس ومشاعر وثقافة يستحق معها كتاب ابن أنجب أكثر من وقفة، وأكثر من قراءة بزوايا نظر متعددة.\\nالكلمات الدالة: الموت، المقابر، بغداد، الجنائز.\",\"PeriodicalId\":230257,\"journal\":{\"name\":\"University of Sharjah (UoS) Journal of Humanities and Social Sciences\",\"volume\":\"35 1\",\"pages\":\"0\"},\"PeriodicalIF\":0.0000,\"publicationDate\":\"2020-12-31\",\"publicationTypes\":\"Journal Article\",\"fieldsOfStudy\":null,\"isOpenAccess\":false,\"openAccessPdf\":\"\",\"citationCount\":\"0\",\"resultStr\":null,\"platform\":\"Semanticscholar\",\"paperid\":null,\"PeriodicalName\":\"University of Sharjah (UoS) Journal of Humanities and Social Sciences\",\"FirstCategoryId\":\"1085\",\"ListUrlMain\":\"https://doi.org/10.36394/jhss/17/2b/4\",\"RegionNum\":0,\"RegionCategory\":null,\"ArticlePicture\":[],\"TitleCN\":null,\"AbstractTextCN\":null,\"PMCID\":null,\"EPubDate\":\"\",\"PubModel\":\"\",\"JCR\":\"\",\"JCRName\":\"\",\"Score\":null,\"Total\":0}","platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"University of Sharjah (UoS) Journal of Humanities and Social Sciences","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.36394/jhss/17/2b/4","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
علاقة المجتمع العربي بالموت والموتى في العصر الوسيط من خلال كتاب «المقابر والمشاهد بجانب مدينة السّلام»
المقابر والمشاهد في تاريخنا القديم، وليس في تاريخ بغداد فقط، بل وحتى الخرابات التي بقيت من بعضها، قد تشكل الأيقونة الأهم؛ لفهم مراحل تاريخية، كما للإحاطة بالذّهنيات، وكذا لفهم نشأة تقاليد دينية واجتماعية ما تزال حاضرة إلى اليوم، فالمقابر والمراقد والمزارات، في مجتمع يُكْبِرُ من شأن الأموات في الوقت الذي يهاب الموت، هي مآثر تقف موقف الشّاهدة عند المؤرخ، توجهه وتمده بالكثير من الفرضيات، وتؤكد ما قد يتوصل إليه، فحينما يجد المرء في الأرض الخلاء أطلالاً كثيرة، فإنه يستنتج أن البلاد كانت معمورة في الماضي، أما إذا لم ير شيئاً من ذلك، فلا يستطيع أن يصل إلى أيّ نتيجة، إذ الواقعة تقع فتتجسد في شاهدة، وحينما يعثر المؤرخ على الشّاهدة فإنه يستحضر حتما الواقعة، منها يستوحي تساؤلاته، ومنها يبحث عن شواهد جديدة قد تُعينه على الإحاطة بأخبار الحادثة. وتبقى المقابر والأضرحة وكتب المناقب مصدراً مهماً لأي عملية تأريخية لما كان، بل ولفهم الحاضر.
إن كتاب المشاهد بجانب مدينة السّلام لعلي بن أنجب ليس لوحة تصور لنا حياة الإنسان البغدادي فقط، وإنما تنقل، وبشكل دقيق، اعتلاجات المعيش اليومي للمجتمع العربي في العصور الوسطى من خلال علاقته بالموت والموتى وبمراقدهم، إذ لا يتعلق الأمر بحكايا بسيطة، وإنما بمعيش يومي يُخفي هواجس ومشاعر وثقافة يستحق معها كتاب ابن أنجب أكثر من وقفة، وأكثر من قراءة بزوايا نظر متعددة.
الكلمات الدالة: الموت، المقابر، بغداد، الجنائز.