قادِحُ المَنْع عند الأصُولِيين - دراسة تحليلية تطبيقية

جاء هذا البحث ليجلي قادح المنع وتقريب فهمه للدّارسين من الناحية الأصولية والناحية التطبيقية. ويُعد قادح المنع من أهم القوادح؛ لأنه بأنواعه من قبيل النظر في القياس تفصيلا؛ فإن كل نوع من أنواع المنع يرد على مقدمة من مقدمات الدليل وعلى المستدل اثباتها. وقد تناولت في البحث تعريف قادح المنع، وأنواعه الأربعة، وهل هي قوادح معتبرة، وذكرت أمثلة تطبيقية لأنواع قادح المنع وأثرها على اختيارات الفقهاء. وقد توصلت إلى نتائج مهمة، منها: أن أفضل من رتب هذه الأنواع ترتيباً منطقياً هو ابن قدامة في كتابه روضة الناظر، ذلك لأنه المناسب للترتيب الطبيعي، فيقدم من الاعتراضات ما يتعلق بالأصل من منع حكمه أو كونه ما لا يقاس عليه، أو ليس بمعلل وغيره، ثم بعده العلة لأنها كمستنبطة منه فتكون فرعا عليه فيمنع وجودها في الأصل، أو كونه غير متعد أو ظاهر أو منضبط، ثم بعد ما يتعلق بالفرع لابتنائه عليهما. تبيّن لي بعد النظر والاطلاع في مذاهب الأصوليين وأدلتهم، أن قادح المنع بأنواعه الأربعة قوادح معتبرة وتسمع من المعترض. أنّ المستدل لا ينقطع دليله بمجرد الاعتراض، وأنه يمكّن من الجواب عليه بأي مسلك من مسالك العلة، سواء أكانت نقلية أم عقلية.