عدالة الصحابة وضبطهم بحث في أدلة المثبتين والنافين

يحتلُّ موضوع الصحابة في علم الحديث مكانةً مهمّةً، فالصحابة هم حملة حديث النبي ﷺ ونقلتُه للناس، ومحاولةُ النيل من مكانتهم مقدمةٌ للنيل من الحديث النبوي الشريف. وقد تجاذبت أقلامُ الكُتَّاب هذا الموضوع، بين من يعطي الصحابة مكانةً متميِّزةً، وبين من يجعلهم كسائر الرواة، ولكل فريقٍ أدلةٌ. والبحث في موضوع الصحابة يستدعي البحث في جملة من القضايا منها: بيان حد الصحابة، وهل ينال شرف الصحبة كل من لقي النبي ﷺ أم لا بد من شروط إضافية أخرى؟ مع عرضٍ للأقوال الأخرى وأدلتهم ومناقشتها. تناول البحث موضوع عدالة الصحابة، وعرض أدلة الفريقين ومناقشة أدلتهم. ويعرض لشبهة وجود المنافقين بين ظهراني الصحابة، ما يجعل القول بتعديل الصحابة على خطر تعديل المنافقين، وبالتالي قبول روايتهم. كما تناول البحث موضوع ضبط الصحابة، وهل يستلزم القول بتعديل كل الصحابة إثبات الضبط لهم؟ وقد اعتمد البحث على المنهج الاستقرائي التحليلي، فتتبع عمل العقلانيين المعاصرين في هذا المضمار، ثم قام بتحليل طريقتهم في التعامل مع موضوع الصحابة، وصولاً إلى أهم ما انتقدوه على المحدثين في تعاملهم مع هذا الموضوع.