محلة الأكراد ومخاتيرها في مدينة السلط الأردنية – أواخر العهد العثماني (سجلات محكمة السلط الشرعية مصدراً)

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على تاريخ محلة الاكراد وابرز سكانها من العشائر الكردية أواخر العهد العثماني في مدينة السلط الاردنية والواقعة على بعد 28كم إلى الغرب من وسط عمان، وكانت من أكبر مدن الأردن خلال القرن التاسع عشر، ويعود تاريخ هذه المدينة إلى الفترات التاريخية المبكرة، فقد دلت الحفريات الأثرية على وجود آثار تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، واستمرت هذه المدينة بسبب موقعها الاستراتيجي كونها تقع على إحدى معابر القدس، وتوفر المياه فيها بغزارة، بالإضافة إلى خصوبة التربة واعتدال المناخ. وقد ساعد على ازدهارها خلال الحروب الصليبية كونها أصبحت إحدى مراكز المقاومة لصلاح الدين الأيوبي.  اما أهمية الدراسة فقد بينت تواجد الاكراد في المنطقة وعلى ما ويبدو أن الأكراد الذين كانوا مع صلاح الدين الايوبي قد أخذوا يستقرون في السلط وكونوا حارة لهم لاسيما الهكاريون. وعندما احتل العثمانيون المنطقة وقاموا بالإحصاء أظهر دفتر طابو يعود للعقد الثالث من القرن العاشر الهجري/ السابع عشر الميلادي إلى وجود محلتين في السلط، الأولى محلة الأكراد وكانت الأكثر سكاناً، والثانية محلة العواملة. وخلال هذه الفترات الزمنية استمرت هذه المحلة باسم "وادي الأكراد"، كما بينت سجلات المحاكم الشرعية في السلط ابرز مخاتيرها من العشائر التي أقامت بها لا سيما الخريسات، العربيات، الحياصات، الحيارات، الرمامنة، الخليفات، العناسوة، النسور، الريالات وغيرهم. هذا وقد نبغ العديد من العلماء الذين ينتسبون إلى السلط ومعظمهم من أصول كردية. وقد اعتمدت الدراسة في معلوماتها بشكل أساسي على مصدر هام وحيوي وهو سجلات محكمة السلط الشرعية( ) كونها تعد مصدراً تاريخياً غني جداً بالمعلومات خاصة في الجانب الاجتماعي والاقتصادي.