{"title":"文化机构在穆斯林世界思想极端主义方面的作用","authors":"فاضل الهلالي","doi":"10.36322/jksc.v2i69.13187","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"يعد موضوع (التطرف الفكري) من بين أبرز المواضيع التي اسهمت وبشكل كبير في التأثير على طبيعة ومسارات الاحداث والوقائع التي شهدها التاريخ الإسلامي وذلك منذ صدر الإسلام ولغاية الزمن المعاصر, اذ ان ما يتضمنه هذا الموضوع من دلالات وابعاد ومضامين لها الأثر الواضح والكبير في رسم وتشكيل التوجهات الفكرية المنغلقة التي لاترى من الحقيقة الا ما تؤمن به وتعتقده انه يمثل الصواب بالنسبة لها, وبصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى مهما كانت حجيتها ودلالاتها فالحقيقة والصواب بالنسبة لها هي مطلقة وثابتة وواحدة, ولامكان للنقاش والحوار والجدل والاجتهاد بعد ذلك وبأي حال من الأحوال, ان هذا الفهم وهذا التصور هو بعيد كل البعد عن رسالة الإسلام التي هي في جوهرها وحقيقتها رسالة حوار وتفاهم وتسامح وتناصح واحترام متبادل وتعايش وسلام, كما في قوله تعالى (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين). صدق الله العلي العظيم \nان التراكم التاريخي لهذه الظاهرة الخطيرة (التطرف الفكري) اسهم وبشكل كبير في بروز تيارات فكرية متطرفة وخطيرة في شتى بلدان العالم الإسلامي, لاسيما على مستوى التاريخ الحديث والمعاصر, وهو الامر الذي أدى الى ظهور الحركات الإرهابية المتطرفة التي هددت السلم الأهلي والمجتمعي والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في الكثير من دول العالم الإسلامي. \nان طبيعة التحديات والرهانات التي تحملها وتطرحها المرحلة التاريخية الراهنة التي تعيشها المجتمعات الإسلامية تتطلب وبالحاح ضرورة التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة (التطرف الفكري) ومن هنا يبرز أهمية الدور المحروي الذي تقوم به المؤسسات الثقافية في مختلف بلدان العالم الإسلامي في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة وذلك من خلال الدراسات والبحوث التي تعنى بتشخيص وتحليل هذه الظاهرة, وإيجاد المتطلبات والحلول والاليات الكفيلة في التصدي لها ومعالجة اثارها المدمرة, وذلك على الصعيد الثقافي (الفكري) وعلى الصعيد الاجتماعي والصعيد السياسي والصعيد الاقتصادي. \nان اصل وجوهر التحدي المطروح اليوم هو تحدي فكري وثقافي بالدرجة الأساس, ومن الضرورة بمكان وكما نعتقد ان نكون بمستوى هذا التحدي المطروح, اذ ان شبابنا واجيالنا المعاصرة واللاحقة تتعرض لهجمة فكرية وثقافية شرسة, ذات ابعاد وجوانب متعددة ومتنوعة يشغل حيز كبير منها جانب التطرف الفكري الذي اصبح العنوان الابرز لهذا العصر. \nوعلى أساس ماتقدم سيحاول الباحث دراسة وبحث هذا الموضوع في بحث جاء بعنوان (دور المؤسسات الثقافية في التصدي لظاهرة التطرف الفكري في العالم الإسلامي) اذ تضمن البحث مبحثين أساسيين الأول جاء بعنوان (الاطار المفاهيمي لظاهرة التطرف الفكري) وجاء المبحث الثاني بعنوان (متطلبات واليات مواجهة ظاهرة التطرف الفكري في العالم الإسلامي). ","PeriodicalId":393827,"journal":{"name":"Journal of Kufa Studies Center","volume":"46 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-08-21","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":"{\"title\":\"دور المؤسسات الثقافية في التصدي لظاهرة التطرف الفكري في العالم الاسلامي\",\"authors\":\"فاضل الهلالي\",\"doi\":\"10.36322/jksc.v2i69.13187\",\"DOIUrl\":null,\"url\":null,\"abstract\":\"يعد موضوع (التطرف الفكري) من بين أبرز المواضيع التي اسهمت وبشكل كبير في التأثير على طبيعة ومسارات الاحداث والوقائع التي شهدها التاريخ الإسلامي وذلك منذ صدر الإسلام ولغاية الزمن المعاصر, اذ ان ما يتضمنه هذا الموضوع من دلالات وابعاد ومضامين لها الأثر الواضح والكبير في رسم وتشكيل التوجهات الفكرية المنغلقة التي لاترى من الحقيقة الا ما تؤمن به وتعتقده انه يمثل الصواب بالنسبة لها, وبصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى مهما كانت حجيتها ودلالاتها فالحقيقة والصواب بالنسبة لها هي مطلقة وثابتة وواحدة, ولامكان للنقاش والحوار والجدل والاجتهاد بعد ذلك وبأي حال من الأحوال, ان هذا الفهم وهذا التصور هو بعيد كل البعد عن رسالة الإسلام التي هي في جوهرها وحقيقتها رسالة حوار وتفاهم وتسامح وتناصح واحترام متبادل وتعايش وسلام, كما في قوله تعالى (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين). صدق الله العلي العظيم \\nان التراكم التاريخي لهذه الظاهرة الخطيرة (التطرف الفكري) اسهم وبشكل كبير في بروز تيارات فكرية متطرفة وخطيرة في شتى بلدان العالم الإسلامي, لاسيما على مستوى التاريخ الحديث والمعاصر, وهو الامر الذي أدى الى ظهور الحركات الإرهابية المتطرفة التي هددت السلم الأهلي والمجتمعي والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في الكثير من دول العالم الإسلامي. \\nان طبيعة التحديات والرهانات التي تحملها وتطرحها المرحلة التاريخية الراهنة التي تعيشها المجتمعات الإسلامية تتطلب وبالحاح ضرورة التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة (التطرف الفكري) ومن هنا يبرز أهمية الدور المحروي الذي تقوم به المؤسسات الثقافية في مختلف بلدان العالم الإسلامي في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة وذلك من خلال الدراسات والبحوث التي تعنى بتشخيص وتحليل هذه الظاهرة, وإيجاد المتطلبات والحلول والاليات الكفيلة في التصدي لها ومعالجة اثارها المدمرة, وذلك على الصعيد الثقافي (الفكري) وعلى الصعيد الاجتماعي والصعيد السياسي والصعيد الاقتصادي. \\nان اصل وجوهر التحدي المطروح اليوم هو تحدي فكري وثقافي بالدرجة الأساس, ومن الضرورة بمكان وكما نعتقد ان نكون بمستوى هذا التحدي المطروح, اذ ان شبابنا واجيالنا المعاصرة واللاحقة تتعرض لهجمة فكرية وثقافية شرسة, ذات ابعاد وجوانب متعددة ومتنوعة يشغل حيز كبير منها جانب التطرف الفكري الذي اصبح العنوان الابرز لهذا العصر. \\nوعلى أساس ماتقدم سيحاول الباحث دراسة وبحث هذا الموضوع في بحث جاء بعنوان (دور المؤسسات الثقافية في التصدي لظاهرة التطرف الفكري في العالم الإسلامي) اذ تضمن البحث مبحثين أساسيين الأول جاء بعنوان (الاطار المفاهيمي لظاهرة التطرف الفكري) وجاء المبحث الثاني بعنوان (متطلبات واليات مواجهة ظاهرة التطرف الفكري في العالم الإسلامي). \",\"PeriodicalId\":393827,\"journal\":{\"name\":\"Journal of Kufa Studies Center\",\"volume\":\"46 1\",\"pages\":\"0\"},\"PeriodicalIF\":0.0000,\"publicationDate\":\"2023-08-21\",\"publicationTypes\":\"Journal Article\",\"fieldsOfStudy\":null,\"isOpenAccess\":false,\"openAccessPdf\":\"\",\"citationCount\":\"0\",\"resultStr\":null,\"platform\":\"Semanticscholar\",\"paperid\":null,\"PeriodicalName\":\"Journal of Kufa Studies Center\",\"FirstCategoryId\":\"1085\",\"ListUrlMain\":\"https://doi.org/10.36322/jksc.v2i69.13187\",\"RegionNum\":0,\"RegionCategory\":null,\"ArticlePicture\":[],\"TitleCN\":null,\"AbstractTextCN\":null,\"PMCID\":null,\"EPubDate\":\"\",\"PubModel\":\"\",\"JCR\":\"\",\"JCRName\":\"\",\"Score\":null,\"Total\":0}","platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Journal of Kufa Studies Center","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.36322/jksc.v2i69.13187","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
دور المؤسسات الثقافية في التصدي لظاهرة التطرف الفكري في العالم الاسلامي
يعد موضوع (التطرف الفكري) من بين أبرز المواضيع التي اسهمت وبشكل كبير في التأثير على طبيعة ومسارات الاحداث والوقائع التي شهدها التاريخ الإسلامي وذلك منذ صدر الإسلام ولغاية الزمن المعاصر, اذ ان ما يتضمنه هذا الموضوع من دلالات وابعاد ومضامين لها الأثر الواضح والكبير في رسم وتشكيل التوجهات الفكرية المنغلقة التي لاترى من الحقيقة الا ما تؤمن به وتعتقده انه يمثل الصواب بالنسبة لها, وبصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى مهما كانت حجيتها ودلالاتها فالحقيقة والصواب بالنسبة لها هي مطلقة وثابتة وواحدة, ولامكان للنقاش والحوار والجدل والاجتهاد بعد ذلك وبأي حال من الأحوال, ان هذا الفهم وهذا التصور هو بعيد كل البعد عن رسالة الإسلام التي هي في جوهرها وحقيقتها رسالة حوار وتفاهم وتسامح وتناصح واحترام متبادل وتعايش وسلام, كما في قوله تعالى (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين). صدق الله العلي العظيم
ان التراكم التاريخي لهذه الظاهرة الخطيرة (التطرف الفكري) اسهم وبشكل كبير في بروز تيارات فكرية متطرفة وخطيرة في شتى بلدان العالم الإسلامي, لاسيما على مستوى التاريخ الحديث والمعاصر, وهو الامر الذي أدى الى ظهور الحركات الإرهابية المتطرفة التي هددت السلم الأهلي والمجتمعي والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في الكثير من دول العالم الإسلامي.
ان طبيعة التحديات والرهانات التي تحملها وتطرحها المرحلة التاريخية الراهنة التي تعيشها المجتمعات الإسلامية تتطلب وبالحاح ضرورة التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة (التطرف الفكري) ومن هنا يبرز أهمية الدور المحروي الذي تقوم به المؤسسات الثقافية في مختلف بلدان العالم الإسلامي في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة وذلك من خلال الدراسات والبحوث التي تعنى بتشخيص وتحليل هذه الظاهرة, وإيجاد المتطلبات والحلول والاليات الكفيلة في التصدي لها ومعالجة اثارها المدمرة, وذلك على الصعيد الثقافي (الفكري) وعلى الصعيد الاجتماعي والصعيد السياسي والصعيد الاقتصادي.
ان اصل وجوهر التحدي المطروح اليوم هو تحدي فكري وثقافي بالدرجة الأساس, ومن الضرورة بمكان وكما نعتقد ان نكون بمستوى هذا التحدي المطروح, اذ ان شبابنا واجيالنا المعاصرة واللاحقة تتعرض لهجمة فكرية وثقافية شرسة, ذات ابعاد وجوانب متعددة ومتنوعة يشغل حيز كبير منها جانب التطرف الفكري الذي اصبح العنوان الابرز لهذا العصر.
وعلى أساس ماتقدم سيحاول الباحث دراسة وبحث هذا الموضوع في بحث جاء بعنوان (دور المؤسسات الثقافية في التصدي لظاهرة التطرف الفكري في العالم الإسلامي) اذ تضمن البحث مبحثين أساسيين الأول جاء بعنوان (الاطار المفاهيمي لظاهرة التطرف الفكري) وجاء المبحث الثاني بعنوان (متطلبات واليات مواجهة ظاهرة التطرف الفكري في العالم الإسلامي).