فتوى الجهاد الكفائي- دراسة في مضامينها الفكرية وابعادها السياسية

لم تكن فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله الوارف، خلال صلاة الجمعة التي ألقاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ 13/6/2014، ذات بُعدٍ عسكري وأمني فقط ، بل كانت لها مضامين فكرية عميقة وابعاد سياسية واسعة اسهمت في صد هجوم العصابات الإرهابية، التي كانت تنوي إسقاط حكومة بغداد، والتي تمكنت من السيطرة على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق، والفتوى تعد من نوادر الفقه الشيعي، فطيلة قرن من الزمن، على الرغم من صدور العديد من الفتاوى الجهادية الدفاعية مثل فتاوى السيد اليزدي ضد البريطانيين، وفتاوى المجدد الشيرازي لرفض الاستفتاء، والإمام الحكيم ضد الأفكار الشيوعية، والسيد الخوئي بدعم الانتفاضة الشعبانية، لم نجد هناك فتوى أوضح إبعاداً واشمل مدلولات بالشكل والمضمون.  ان الفتوى المباركة للمرجعية الرشيدة كانت رسالة سلام موجهة ضد فئة باغية وعملت على اعادة توطين المهجرين في مدنهم التي هجروا منها واعيدت دور العبادة لجميع الديانات و المكونات دون تفريق بين دين او عرق او طائفة و هذا ما عجزت عنه جميع الجهات الرسمية و غير الرسمية .