الخط العربي بين عدون

لا يُنكرُ مُنصفٌ أنَّ هذا الخطَّ العربيَّ القرآنيَّ الفريد قد تعرَّض لمؤامراتٍ كثيرةٍ من عدوَّيْنِ: أوَّلهما خارجيٌّ، ويتمثَّل في قُوى الهَيْمَنَةِ الغربيَّة التي أقْصَتْ الخطَّ العربيَّ عن الاستخدام في أكثر من عشر لغاتٍ، ولم تصمدْ أمام مؤامرتهم إلا اللغتان الفارسيَّة والأورديَّة، فضالً عن الخط الجاويِّ المحْتَفَى به وبخاصَّةٍ في سلطنة بروناي دار السلام وإنْ لم يّعُدْ الخطَّ الرسميَّ للغة اليوم. وثانيهما داخليٌّ، ويتمثَّل في التقنيَّات الحديثة التي أثَّرتْ سلبًا على الخطِّ العربيِّ؛ حيث تآكلتْ مهنة الخطَّاط أمام الخطوط الرقميَّة المدوَّنة بالحاسب الآلي، وعَزَفَ كثيرُ من الناس عن الكتابة باليد، واستبدلوا بها الكتابة على الأجهزة الإلكترونيَّة، كما عمَّ بلاء الكتابة الهجين (الفرانكو آراب) التي يركن إليها كثيرمن الشباب اليوم تحت ستار دعاوى مختلفة. وهذا البحث يشير في تمهيده إلى جملةٍ من مآثر الخطِّ العربيٍّ التي اعترف بها الغريب قبل القريب. ويرصد في مبحثه الأول تاريخ المؤامرات الخارجيَّة على الخطِّ العربيِّ، والتي وصلت إلى حدِّ المطالبة بإلغائه في مصر، مع بيان اللغات التي نجح فيها الأعداءُ كُليًّا، واللغات التي نجحوا معها جزئيًّا، واللغات التي فشلوا في تحقيق مآربهم معها. ويرصد في مبحثه الثاني: صور الأخطار المتلاحقة التي تهدِّد الخطَّ العربيَّ يومًا بعد يوم، وبخاصة بسبب التقنيَّات الحديثة التي ملأتْ على الناس حياتهم، وصرفتهم عن كثير من مآثرحضارتهم. ويقترحُ في خاتمته جملةً من الحلول لمواجهة هذه الأخطار المتوالية. الكلمات المفتاحية: الخط العربيّ  ـ القوى الغربيّة  ـ التقنيات الحديثة - الفرانكو أراب.