{"title":"根据伊斯兰教法和《世界人权宣言》保护生命:比较研究","authors":"Shawkat Zein Abidin Mohamed al-Sindi","doi":"10.33102/jmqs.v14i1.116","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"يهدف هذا البحث لبيان أوجه الاتفاق والاختلاف بين الشريعة الإسلامية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فالإسلام يسبق كل الشرائع والقوانين منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان مضت في احترامه لحقوق الإنسان وآدميته بوصفه إنسانًا، حيث جاء التشريع الإسلامي بحق حفظ حياة الإنسان لأنه بنيان الله تعالى في الأرض، وحقه في الحياة الكريمة، والذي ينطلق من تكريم الله للإنسان واستخلافه في الأرض، كما أن الإسلام يؤكد على البعد الإلهي في هذه الحقوق ويعتمد على الوجدان الفردي وإيمان المسلم في تطبيق هذه الحقوق على أرض الواقع، وفق مبدأ الواجب يجب أن يطاع، والمنهي يجب أن يترك، ومن هنا فإن الشريعة الإسلامية حرمت الإنتحار واعتبرته جريمة يعاقب صاحبها أشد العقاب في الآخرة، لأن الحياة ليست ملكًا لصاحبها، فهي هبة من الله تعالى للإنسان. إن الشريعة الإسلامية قد كفلت حق الحياة لجميع الناس دون تمييز أو تفرقة بين البشر، وتعمل على حماية هذا الحق من كل اعتداء، وهو حق مقدس لا يحل انتهاك حرمته ولا استباحته لأن المحافظة على الحياة من الضروريات التي أمرت بها الشريعة الإسلامية، حتى الجنين في بطن أمه حفظ الله له الحق في الحياة، وأن أحكام ومقاصد من القرآن الكريم والسنة النبوية جاءت من أجل حماية حياة الإنسان والحفاظ عليها، وأعطتها الأولوية على غيرها. فالإسلام يأمر معتنقيه بإحترام الحياة الإنسانية غاية الإحترام، وليس من حق أي الإنسان أن يعتدي عليها أو يصيبها بسوء لأي حجة أو سبب أو عذر. خلافا لما يحصل اليوم من هدر لهذا الحق. وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حفظ الحياة حق لكل البشر، ولا يدور حوله جدال. بل على الإنسان أن يحافظ على حياته ويصونها. واتبعت الدارس المنهج المقارن في كتابة هذا البحث، وتوصل الباحث إلى نتائج منها: جاءت أحكام وتشريعات الإسلام من أجل رعاية الإنسان وحقوقه الطبيعية، منها حق الحياة، وهي لكل فرد من البشر،لأنه لاقيام لحياة الناس بدونه، ويعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الركيزة الأساسية لحقوق الإنسان، وبناء عالم جديد. على أسس العدل والسلام والحرية والمساواة بين جميع الشعوب والأمم، وفي المقارنة لبيان أوجه الشبه والفرق بينهما تبين أن هناك من أوجه الشبه بينهما منها: الحياة هبة من الله، فلا يجوز إزهاق روح دون مقتضًى الحق والقانون. ويحرم اللجوء إلى وسائل تفضي إلي إفناء النوع البشري، سواء بدوافع عقائدية، أو آراء فكرية منحرفة. ومن أوجه الفرق بينهما منها: أن لائحة حقوق الإنسان بصياغتها العالمية لم يمض على ولادتها سوى نصف قرن وقد تم الاعلان عنها عقيب الحرب العالمية الثانية والإسلام سبقها بقرون.","PeriodicalId":276672,"journal":{"name":"Maʿālim al-Qurʾān wa al-Sunnah","volume":"8 12","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2018-06-01","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":"{\"title\":\"حفظ الحياة في ضوء الشريعة الإسلامية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان: دراسة مقارنة\",\"authors\":\"Shawkat Zein Abidin Mohamed al-Sindi\",\"doi\":\"10.33102/jmqs.v14i1.116\",\"DOIUrl\":null,\"url\":null,\"abstract\":\"يهدف هذا البحث لبيان أوجه الاتفاق والاختلاف بين الشريعة الإسلامية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فالإسلام يسبق كل الشرائع والقوانين منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان مضت في احترامه لحقوق الإنسان وآدميته بوصفه إنسانًا، حيث جاء التشريع الإسلامي بحق حفظ حياة الإنسان لأنه بنيان الله تعالى في الأرض، وحقه في الحياة الكريمة، والذي ينطلق من تكريم الله للإنسان واستخلافه في الأرض، كما أن الإسلام يؤكد على البعد الإلهي في هذه الحقوق ويعتمد على الوجدان الفردي وإيمان المسلم في تطبيق هذه الحقوق على أرض الواقع، وفق مبدأ الواجب يجب أن يطاع، والمنهي يجب أن يترك، ومن هنا فإن الشريعة الإسلامية حرمت الإنتحار واعتبرته جريمة يعاقب صاحبها أشد العقاب في الآخرة، لأن الحياة ليست ملكًا لصاحبها، فهي هبة من الله تعالى للإنسان. إن الشريعة الإسلامية قد كفلت حق الحياة لجميع الناس دون تمييز أو تفرقة بين البشر، وتعمل على حماية هذا الحق من كل اعتداء، وهو حق مقدس لا يحل انتهاك حرمته ولا استباحته لأن المحافظة على الحياة من الضروريات التي أمرت بها الشريعة الإسلامية، حتى الجنين في بطن أمه حفظ الله له الحق في الحياة، وأن أحكام ومقاصد من القرآن الكريم والسنة النبوية جاءت من أجل حماية حياة الإنسان والحفاظ عليها، وأعطتها الأولوية على غيرها. فالإسلام يأمر معتنقيه بإحترام الحياة الإنسانية غاية الإحترام، وليس من حق أي الإنسان أن يعتدي عليها أو يصيبها بسوء لأي حجة أو سبب أو عذر. خلافا لما يحصل اليوم من هدر لهذا الحق. وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حفظ الحياة حق لكل البشر، ولا يدور حوله جدال. بل على الإنسان أن يحافظ على حياته ويصونها. واتبعت الدارس المنهج المقارن في كتابة هذا البحث، وتوصل الباحث إلى نتائج منها: جاءت أحكام وتشريعات الإسلام من أجل رعاية الإنسان وحقوقه الطبيعية، منها حق الحياة، وهي لكل فرد من البشر،لأنه لاقيام لحياة الناس بدونه، ويعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الركيزة الأساسية لحقوق الإنسان، وبناء عالم جديد. على أسس العدل والسلام والحرية والمساواة بين جميع الشعوب والأمم، وفي المقارنة لبيان أوجه الشبه والفرق بينهما تبين أن هناك من أوجه الشبه بينهما منها: الحياة هبة من الله، فلا يجوز إزهاق روح دون مقتضًى الحق والقانون. ويحرم اللجوء إلى وسائل تفضي إلي إفناء النوع البشري، سواء بدوافع عقائدية، أو آراء فكرية منحرفة. ومن أوجه الفرق بينهما منها: أن لائحة حقوق الإنسان بصياغتها العالمية لم يمض على ولادتها سوى نصف قرن وقد تم الاعلان عنها عقيب الحرب العالمية الثانية والإسلام سبقها بقرون.\",\"PeriodicalId\":276672,\"journal\":{\"name\":\"Maʿālim al-Qurʾān wa al-Sunnah\",\"volume\":\"8 12\",\"pages\":\"0\"},\"PeriodicalIF\":0.0000,\"publicationDate\":\"2018-06-01\",\"publicationTypes\":\"Journal Article\",\"fieldsOfStudy\":null,\"isOpenAccess\":false,\"openAccessPdf\":\"\",\"citationCount\":\"0\",\"resultStr\":null,\"platform\":\"Semanticscholar\",\"paperid\":null,\"PeriodicalName\":\"Maʿālim al-Qurʾān wa al-Sunnah\",\"FirstCategoryId\":\"1085\",\"ListUrlMain\":\"https://doi.org/10.33102/jmqs.v14i1.116\",\"RegionNum\":0,\"RegionCategory\":null,\"ArticlePicture\":[],\"TitleCN\":null,\"AbstractTextCN\":null,\"PMCID\":null,\"EPubDate\":\"\",\"PubModel\":\"\",\"JCR\":\"\",\"JCRName\":\"\",\"Score\":null,\"Total\":0}","platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Maʿālim al-Qurʾān wa al-Sunnah","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.33102/jmqs.v14i1.116","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
حفظ الحياة في ضوء الشريعة الإسلامية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان: دراسة مقارنة
يهدف هذا البحث لبيان أوجه الاتفاق والاختلاف بين الشريعة الإسلامية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فالإسلام يسبق كل الشرائع والقوانين منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان مضت في احترامه لحقوق الإنسان وآدميته بوصفه إنسانًا، حيث جاء التشريع الإسلامي بحق حفظ حياة الإنسان لأنه بنيان الله تعالى في الأرض، وحقه في الحياة الكريمة، والذي ينطلق من تكريم الله للإنسان واستخلافه في الأرض، كما أن الإسلام يؤكد على البعد الإلهي في هذه الحقوق ويعتمد على الوجدان الفردي وإيمان المسلم في تطبيق هذه الحقوق على أرض الواقع، وفق مبدأ الواجب يجب أن يطاع، والمنهي يجب أن يترك، ومن هنا فإن الشريعة الإسلامية حرمت الإنتحار واعتبرته جريمة يعاقب صاحبها أشد العقاب في الآخرة، لأن الحياة ليست ملكًا لصاحبها، فهي هبة من الله تعالى للإنسان. إن الشريعة الإسلامية قد كفلت حق الحياة لجميع الناس دون تمييز أو تفرقة بين البشر، وتعمل على حماية هذا الحق من كل اعتداء، وهو حق مقدس لا يحل انتهاك حرمته ولا استباحته لأن المحافظة على الحياة من الضروريات التي أمرت بها الشريعة الإسلامية، حتى الجنين في بطن أمه حفظ الله له الحق في الحياة، وأن أحكام ومقاصد من القرآن الكريم والسنة النبوية جاءت من أجل حماية حياة الإنسان والحفاظ عليها، وأعطتها الأولوية على غيرها. فالإسلام يأمر معتنقيه بإحترام الحياة الإنسانية غاية الإحترام، وليس من حق أي الإنسان أن يعتدي عليها أو يصيبها بسوء لأي حجة أو سبب أو عذر. خلافا لما يحصل اليوم من هدر لهذا الحق. وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حفظ الحياة حق لكل البشر، ولا يدور حوله جدال. بل على الإنسان أن يحافظ على حياته ويصونها. واتبعت الدارس المنهج المقارن في كتابة هذا البحث، وتوصل الباحث إلى نتائج منها: جاءت أحكام وتشريعات الإسلام من أجل رعاية الإنسان وحقوقه الطبيعية، منها حق الحياة، وهي لكل فرد من البشر،لأنه لاقيام لحياة الناس بدونه، ويعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الركيزة الأساسية لحقوق الإنسان، وبناء عالم جديد. على أسس العدل والسلام والحرية والمساواة بين جميع الشعوب والأمم، وفي المقارنة لبيان أوجه الشبه والفرق بينهما تبين أن هناك من أوجه الشبه بينهما منها: الحياة هبة من الله، فلا يجوز إزهاق روح دون مقتضًى الحق والقانون. ويحرم اللجوء إلى وسائل تفضي إلي إفناء النوع البشري، سواء بدوافع عقائدية، أو آراء فكرية منحرفة. ومن أوجه الفرق بينهما منها: أن لائحة حقوق الإنسان بصياغتها العالمية لم يمض على ولادتها سوى نصف قرن وقد تم الاعلان عنها عقيب الحرب العالمية الثانية والإسلام سبقها بقرون.