التقدير النحوي عند أبي حيّان في تفسير البحر المحيط

يعد النحو العربي علماً من علوم العربية الوثيقة الصلة بالنص القرآني، لكونـه الأسـاس الذي تقاس عليه التحولات اللغوية الإعجازية لتراكيب القرآن الكريم وأساليبه، ولذلك كان الأساس الذي انطلق منه العلماء الأوائل، ولاسيما المفسرون، فقد كان النحـو ومباحـث اللغـة الأخرى منطلقهم فيما يسمى بـ"التفسير اللغوي للقرآن الكريم"، وقد شاع في النحو العربي نوعان من التقدير خاصة في مجال الاعراب وتوجيهه: تقدير اعراب وتقدير معنى، فهذان التقديران لهما أهميّة كبيرة في تفسير الجملة العربية وتحليلها الى عناصرها الاساسية، إذ يعد التقدير من الاسس التي نبنى عليها النحو؛ لارتباطه بكتاب الله من جهة، وبكلام العرب الفصحاء ووجوده في الشعر والأمثال والأقوال المأثورة من جهة اخرى.