الفكر التوحيدي في المسيحية مصادره ووثائقه

لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتية بداية مبكرة جدا في التاريخ، والحقيقة إنها تسبق عقيدة التثليث في المسيحية بالكثير من عشرات السنين، ولم يكن الطريق الذي تحولت فيه العقيدة من التوحيد الى التثليث أي من اورشليم –مجتمع المسيح وتلاميذه– إلى نيقية حيث المجمع المسكوني الأول عام 325م لمحاولة الإتفاق على مسيحية واحدة–من الخطأ القول أنه كان طريقاً مستقيماً ذلك أن عقيدة التثليث التى أقرت في هذا المجمع لم تعكس بدقة العقيدة والتعليم المسيحي الأول فيما يتعلق بوحدانية الله وجوهره بل على العكس من ذلك كانت انحرافا عن هذه العقيدة والتعليم، ولهذا تطورت ضد التوحيد الخالص. وفي هذا البحث نعرض بإيجاز مبادئ الفكر التوحيدي في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كما نعرض لأهم الأناجيل المعتمدة والوثائق والمخطوطات التوحيدية المكتشفة في السنوات الأخيرة والتي تدل على أصالة التوحيد في رسالة عيسى عليه السلام وان التثليث أمر مبتدع ودخيل  وتحريف واضح للعقيدة وانحراف بها عن الأصل الثابت.