القيم المشتركة في العلاقات الدولية المعاصرة: دراسة تحليلية-نقدية للحرية الدينية

أن من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة الآن هي كيفية التعامل مع التنوع الديني والثقافي واللغوي في سياق الحفاظ على العلاقات الدولية، لاسيما في مفهوم "الحرية" وتطبيقها على الأقليات الدينية؛ فكيف يمكن لدولة معاصرة استيعاب وجهات النظر العالمية المتعددة و المتنافسة أحيانا على نحو فعال داخل أوساطها، وفي الوقت نفسه تحافظ على التماسك والانسجام المجتمعي، مع مراعات للقيم الانسانية المشتركة في العلاقات الدولية المعاصرة؟ وهل من الممكن السماح للجماعات الدينية- العرقية بحرية تأكيد هويتهم وما يؤمنون به، وممارسة شعائرهم وتقاليدهم الدينية المتنوعة، دون أن يؤدي ذلك إلى تدمير المجتمع؟ وإلى أي مدى تكون "الحرية"، خاصة للأقليات الدينية، مصونة من خلال العلاقات الدولية المشتركة؟ هل الحرية الدينية من ممتلكات النظم العلمانية-الغربية أم جزء من التراث الإسلامي؟ ماذا كتب علماء المسلمين التراثيون وحديثوا العهحرد منهم، في الحرية الدينية لغير المسلحرمين باعتبارها تمثل جزءا مهما من التأريخ الإسلامي وفي العلاقات الدولية المعاصرة؟ يركز هذا البحث على: مقدمة عن موضوع "الحرية الدينية"؛ الواقع النظري والعملي للحرية الدينية في النظام العلماني-الغربي المعاصر؛ المفهوم النظري والعملي للحرية الدينية في الإسلام؛ نماذج من واقع جنوب شرق آسيا مع التركيز على بروناي دارالسلام؛ ثم الخاتمة مع الاقتراحات التي من شأنها تقوية روابط القيم المشتركة في العلاقات الدولية المعاصرة، تحديدا عن طريق احترام وحماية الحرية الدينية للأقليات.