أثر تجربة السجن في شعر ابن زيدون وابن عمار

  تتولد لدى الإنسان إزاء تجارب الحياة مواقف متباينة تحدد المسارات التي يخوض غمارها ، وتجربة السجن واحدة من أمَّر التجارب التي تمر على الإنسان ولاسيما الشعراء إذ ينشدون أشعاراً تتغنى بمأساتهم ووصفهم العذاب والهوان الذي يلقونه في السجن ، فتارة نجده نادماً معتذراً مستشفعاً مستعطفاً مقراً بذنبه وهذه حال الشاعر ابن عمار ، وتارة أخرى نجده مشتاقاً متألماً شارحاً وموضحاً موقفه وهذه حال الشاعر ابن زيدون ، ولهذا يمكننا القول إن محطات شعرهما تنقسم على مرحلتين ابن زيدون مرحلة عشقه وحبه لولادة والثانية محنة السجن ، وابن عمار مرحلة الفقر والفاقة ومرحلة معاناة السجن ، وهما يلتقيان في هذه المرحلة على الرغم من وجود نقاط اختلاف بينهما .