ظاهرة الإلحاد بين الشباب وطرق التصدي لها (بالتطبيق على شباب مجتمع دارفور)

إن المتتبع للتاريخ الاسلامي يجد أن هناك حالات فردية وشاذة لأناس مسلمين ارتدوا الي الإلحاد، ومما يجدر ذكره أن الإلحاد لم يعرف في قديم الأمم إلا في حالاتٍ معدودةٍ كفرعون موسى، والإلحاد قديماً المذكور في القرآن الكريم يختلف نوعاً ما عن الإلحاد بالمفهوم المعاصر، فالملحدون قديماً يؤمنون بتعدد الآلهة "مشركون" فهم معتقدون بوجود الإله الأوحد ومع ذلك يؤمنون بأن التماثيل التي كانوا يعبدونها باستطاعتها الشفاعة لهم وتقربهم عند الإله الأعظم، قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ (العنكبوت 61). وبالتالي فإن الالحاد في ثوبه المعاصر (إنكار وجود الله) من المستجدات ؛ إذ امتدّ هذا المذهب إلى العالم الإسلاميّ بعد انهيار الخلافة الإسلاميّة العثمانيّة، فبرزت شَّخصيات روَّجت لهذا المذهب في العالم الإسلاميّ وذلك بسبب تأثر الملحدين ببعض الأفكار المنحرفة . هذا البحث الذي يحمل عنوان: إلحاد الشباب وطرق التصدي له، بالتطبيق على شباب مجتمع في دارفور) تم اختيار هذا العنوان بعد دراسة الواقع الثقافي العام في المنطقة وما آلت عليه أفكار شباب الجيل الجديد، وبحكم معرفتي للكثير عن مجتمع المنطقة عسى أن أساهم بنوع من التأصيل الفكري ومعالجة بعض الإشكالات والوقوف على الهستيريا الفكرية والفوضى المعرفية التي أصابت الشباب، فتمت معالجة الموضوع بتبيين بعض الدواعي والأسباب المستجدة لإلحاد الشباب في دارفور كالظلم والانتهاكات بأساليبها واشكالها الكثيرة التي تمثل الدافع الأساسي لإلحاد وانحراف كثير من الشباب في دارفور على وجه الخصوص، مع اقتراح بعض الأساليب الملائمة للتصدي لهذا النوع من الإلحاد، فتمت مناقشة ومعالجة الموضوع وفق منهج استقرائي تحليلي للواقع الاجتماعي والثقافي والفكري لمجتمع دارفور من خلال مقدمة وثلاثة مباحث، ففي المبحث الأول تم تناول (تعريف لبعض المصطلحات كالإلحاد وعرض لمحة تعريفية لإقليم دارفور وشبابه، وفي المبحث الثاني جاءت (أسباب الإلحاد في دارفور) معدداً أهم الأسباب التي دعت بعض الشباب للإلحاد، أما المبحث الثالث والأخير فقد تناول (أهم طرق التصدي للإلحاد في دارفور)، وتم تذييل البحث بالخاتمة والتي تحوي النتائج والتوصيات وأهم المصادر والمراجع .