{"title":"التجريب في شعر أبي تمام :, فتح آفاق شعرية جديدة","authors":"سميرة بوجرة","doi":"10.34118/0136-000-064-003","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"التجريب مصطلح نقدي حداثي يعزى إلى الدراسات النقدية المعاصرة، يرمي إلى البحث الواعي المستمر في الموروث التقليدي بغية تخطيه، والعثور على منهج فني يعين على إحلال عناصر جديدة في الشكل والمضمون تلائم روح العصر. وهذا المفهوم الحداثي يندرج في صميم حداثة أبي تمام الشعرية، فهو ومنذ البدء رفض الخنوع لسلطة الأنموذج المتعارف، والواضح المعالم، لكنه أزمع على أن يحطم هذه القوالب المتحجرة بخلق أشكال مستحدثة تعصف بالمألوف وتثير الاستغراب، والتجريب كانت أداته لاستكشاف عوالم اللغة المجهولة فطاوعته بحق هذه اللغة وفتحت له فضاءها الرحب، وكان لها كالنحات البارع أبدع ما أمكنه في صقل صور فنية. ومن مظاهر التجريب في شعر أبي تمام الاشتقاق اللفظي، إذ تصبح وظيفة الاشتقاق في شعره خلق صورة متكاملة ومتناسقة تجتمع فيها الحواس كلها من اللون والإيقاع واللمس والمذاق، تشرك المتلقي في نسجها. ولا يقف التجريب في حدود الاشتقاق، فنجده يعتمد على آلية التضاد الذي يشكل محورا أساسيا في نصوصه الشعرية. بل يمكن اعتبار أن البديع الذي لازم شعر أبي تمام مرادف لمصطلح التجريب.","PeriodicalId":31127,"journal":{"name":"Annales du Patrimoine","volume":"1 1","pages":"87-101"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2018-09-08","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Annales du Patrimoine","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.34118/0136-000-064-003","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
التجريب مصطلح نقدي حداثي يعزى إلى الدراسات النقدية المعاصرة، يرمي إلى البحث الواعي المستمر في الموروث التقليدي بغية تخطيه، والعثور على منهج فني يعين على إحلال عناصر جديدة في الشكل والمضمون تلائم روح العصر. وهذا المفهوم الحداثي يندرج في صميم حداثة أبي تمام الشعرية، فهو ومنذ البدء رفض الخنوع لسلطة الأنموذج المتعارف، والواضح المعالم، لكنه أزمع على أن يحطم هذه القوالب المتحجرة بخلق أشكال مستحدثة تعصف بالمألوف وتثير الاستغراب، والتجريب كانت أداته لاستكشاف عوالم اللغة المجهولة فطاوعته بحق هذه اللغة وفتحت له فضاءها الرحب، وكان لها كالنحات البارع أبدع ما أمكنه في صقل صور فنية. ومن مظاهر التجريب في شعر أبي تمام الاشتقاق اللفظي، إذ تصبح وظيفة الاشتقاق في شعره خلق صورة متكاملة ومتناسقة تجتمع فيها الحواس كلها من اللون والإيقاع واللمس والمذاق، تشرك المتلقي في نسجها. ولا يقف التجريب في حدود الاشتقاق، فنجده يعتمد على آلية التضاد الذي يشكل محورا أساسيا في نصوصه الشعرية. بل يمكن اعتبار أن البديع الذي لازم شعر أبي تمام مرادف لمصطلح التجريب.