{"title":"والطرائف في دولة المماليك","authors":"م,م م.م. شذى غالب حسن","doi":"10.31185/wjfh.vol20.iss56.524","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"تأسست الدولة المملوكية، أو دولة المماليك، في مصر خلال الفترة الأخيرة للعصر العباسي الثالث، وانتشرت لتشمل مناطق الشام والحجاز. استمر حكمها بعد سقوط الدولة الأيوبية في العام 648 هـ (1250 م) وحتى تفككت في معركة الريدانية في عام 923 هـ (1517 م) عندما ضمت الدولة العثمانية مصر وسوريا إلى دولتها. يتقسم المؤرخون دولة المملوكية إلى فرعين أو دولتين، وهما دولة المماليك البحرية ودولة المماليك البرجية. الحكم البحري المماليكي بدأ من سنة 648 هـ الموافقة لسنة 1250 م واستمر حتى سنة 784 هـ الموافقة لسنة 1382 م. كان معظمهم من الترك والمغول. فيما بدأ حكم المماليك البرجية من سنة 784 هـ الموافقة لسنة 1382 م واستمر حتى سنة 923 هـ الموافقة لسنة 1517 م. كانوا من الشركس. الأصول المملوكية هي رقيق محاربين، استقدمهم الخلفاء العباسيين الأوائل من تركستان والقوقاز وغيرها وجعلوهم حراسًا وقادةً لجيوش المسلمين. ازداد نفوذهم حتى أصبحوا يسيطرون على المناصب الرئيسية، مستفيدين من ضعف الخلفاء وتراجع نفوذهم. السلاطين والأمراء المسلمين اتبعوا في العاصمة بغداد، فعند كل منهم جماعة من المماليك الأقوياء والكفوئين عسكريًا. عندما مات آخر سلطان بني أيوب ، الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي حكم مصر والشام تحت الراية العباسية، كتمت زوجته شجرة الدر نبأ وفاته حتى حضر ابنه توران شاه من الجزيرة الفراتية إلى القاهرة. حاول توران شاه تعيين مماليكه الذين أصطحبهم معه في مناصب الدولة، لكن المماليك القدماء في مصر قاموا بقتله ونصبوا شجرة الدر سلطانة عليهم في سنة 1250 م، وهي أول امرأة تولت شؤون المسلمين. \nظهرت الدولة المملوكية كحل لمشكلات العالم الإسلامي بعد أن احتلت واستولت المغول على الدول الإسلامية، وتم اغتيال آخر الخلفاء العباسيين، واضطراب الحاكمية في بغداد. وتحول اهتمام المغول إلى شام وصولًا إلى مصر، ولكن السلطان المملوكي قطز أخذ يحارب ويدافع عن الأرض الإسلامية في فلسطين. وفي معركة عين جالوت تمكن المسلمون من هزيمة المغول. ومنذ تولي قطز الحكم، استمرت المماليك في محاربة الصليبيين وتحرير المدن الفلسطينية والسورية. واستمرت الحرب لمائة وأربعة وتسعين عامًا حتى سقوط عكا، وجعل الصليبيين يفرون من المدن الأخرى التي كانت بين أيديهم. وأعيدت الخلافة العباسية في مصر، ولكن كانت مجرد صورة لإضفاء البهجة والسيادة على حكم المماليك.","PeriodicalId":471303,"journal":{"name":"مجلة واسط للعلوم الانسانية","volume":"23 1","pages":""},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2024-01-06","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"مجلة واسط للعلوم الانسانية","FirstCategoryId":"0","ListUrlMain":"https://doi.org/10.31185/wjfh.vol20.iss56.524","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
تأسست الدولة المملوكية، أو دولة المماليك، في مصر خلال الفترة الأخيرة للعصر العباسي الثالث، وانتشرت لتشمل مناطق الشام والحجاز. استمر حكمها بعد سقوط الدولة الأيوبية في العام 648 هـ (1250 م) وحتى تفككت في معركة الريدانية في عام 923 هـ (1517 م) عندما ضمت الدولة العثمانية مصر وسوريا إلى دولتها. يتقسم المؤرخون دولة المملوكية إلى فرعين أو دولتين، وهما دولة المماليك البحرية ودولة المماليك البرجية. الحكم البحري المماليكي بدأ من سنة 648 هـ الموافقة لسنة 1250 م واستمر حتى سنة 784 هـ الموافقة لسنة 1382 م. كان معظمهم من الترك والمغول. فيما بدأ حكم المماليك البرجية من سنة 784 هـ الموافقة لسنة 1382 م واستمر حتى سنة 923 هـ الموافقة لسنة 1517 م. كانوا من الشركس. الأصول المملوكية هي رقيق محاربين، استقدمهم الخلفاء العباسيين الأوائل من تركستان والقوقاز وغيرها وجعلوهم حراسًا وقادةً لجيوش المسلمين. ازداد نفوذهم حتى أصبحوا يسيطرون على المناصب الرئيسية، مستفيدين من ضعف الخلفاء وتراجع نفوذهم. السلاطين والأمراء المسلمين اتبعوا في العاصمة بغداد، فعند كل منهم جماعة من المماليك الأقوياء والكفوئين عسكريًا. عندما مات آخر سلطان بني أيوب ، الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي حكم مصر والشام تحت الراية العباسية، كتمت زوجته شجرة الدر نبأ وفاته حتى حضر ابنه توران شاه من الجزيرة الفراتية إلى القاهرة. حاول توران شاه تعيين مماليكه الذين أصطحبهم معه في مناصب الدولة، لكن المماليك القدماء في مصر قاموا بقتله ونصبوا شجرة الدر سلطانة عليهم في سنة 1250 م، وهي أول امرأة تولت شؤون المسلمين.
ظهرت الدولة المملوكية كحل لمشكلات العالم الإسلامي بعد أن احتلت واستولت المغول على الدول الإسلامية، وتم اغتيال آخر الخلفاء العباسيين، واضطراب الحاكمية في بغداد. وتحول اهتمام المغول إلى شام وصولًا إلى مصر، ولكن السلطان المملوكي قطز أخذ يحارب ويدافع عن الأرض الإسلامية في فلسطين. وفي معركة عين جالوت تمكن المسلمون من هزيمة المغول. ومنذ تولي قطز الحكم، استمرت المماليك في محاربة الصليبيين وتحرير المدن الفلسطينية والسورية. واستمرت الحرب لمائة وأربعة وتسعين عامًا حتى سقوط عكا، وجعل الصليبيين يفرون من المدن الأخرى التي كانت بين أيديهم. وأعيدت الخلافة العباسية في مصر، ولكن كانت مجرد صورة لإضفاء البهجة والسيادة على حكم المماليك.