{"title":"مقام النبوة في العقيدة الإسلامية في ضوء منظومة الخريدة البهية","authors":"أحمد عباس محمد عبد الله النعيمي","doi":"10.51930/jcois.21.76.00","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"الحمد لله تعالى الذي اختص رسوله بالبينات والهدى والتكريم، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله صاحب الخُلق العظيم، وعلى آله وصحبه الذين اختصهم بمزيد فضله العميم، وبعد، فهذا بحث متواضع في بيان مقام النبوة والرسالة وأصحابها (عليهم السلام) فيما يجب ويستحيل ويجوز في حقهم من صفات، وأثر ذلك في عقيدة المسلم، فالاعتقاد السليم في الرسل طريق الاعتقاد الصحيح الكامل بالرسالة والشريعة؛ وقد أسميته \"مقومات النبوة وأثرها في العقيدة الإسلامية في ضوء منظومة الخريدة البهية للشيخ الإمام أبي البركات أحمد بن محمّدٍ الدَّردير العمريّ العدوي المالكي الأشعري الخَلْوَتي\"؛ وإنما اخترت أن يكون الكلام في ضوء منظومة الخريدة البهية لتسليط الضوء عليها؛ فهي –حقاً- لؤلؤة مضيئة في فضاء علم التوحيد والعقيدة، ولأن للمنظومات سمة سهولة الحفظ؛ فهي تعلق بالأذهان ويتلقاها طلبة العلم بالقبول.إن معرفة الأنبياء عليهم السلام وبيان ما لهم من صفات واجبة ومستحيلة وجائزة ضرورة شرعية؛ فهي تأصيل للعقيدة، ووسيلة لفهم الشريعة، ومانع من الوقوع في آفة الإنكار وإساءة الأدب في حقهم، ومن ثم فالاعتقاد السليم بحضراتهم سبب رئيس لصحة العقيدة في جانب الإلهيات والسمعيات الغيبية.إن دراسة مقام النبوة ضرورة ملحة في زمن قلّ فيه العلم، وضعف فيه التعلق بالنبي (صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم)، وكثرت فيه الشبهات والأفكار المعادية للعقيدة حتى بدأنا نسمع -مع الأسف- بوجود الافكار الإلحادية بين شباب المسلمين، وما ذاك إلا لشيوع الجهل بمقام الأنبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام) الذي أدى إلى انفصام الأمة عن نبيها فهما وروحاً وسلوكاً؛ فكان الظاهر الغالب أن الناس بين منسلخ عن تعاليم الرسالة وروحها إلا بالانتساب؛ فعقيدته الإسلام حكماً لا حقيقة، وبين من كان لفرط جهله أنموذجاً سيئاً للإسلام دين الرحمة والسلام، ولرسوله الكريم المبعوث رحمة للناس وهادياً إليهم ليخرجهم من ظلمات الجهل والغفلة والمعصية والضيق إلى نور الطاعة والعلم والسعة والحضور.","PeriodicalId":424169,"journal":{"name":"Journal of the College of Islamic Sciences","volume":" 32","pages":""},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-12-30","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Journal of the College of Islamic Sciences","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.51930/jcois.21.76.00","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
الحمد لله تعالى الذي اختص رسوله بالبينات والهدى والتكريم، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله صاحب الخُلق العظيم، وعلى آله وصحبه الذين اختصهم بمزيد فضله العميم، وبعد، فهذا بحث متواضع في بيان مقام النبوة والرسالة وأصحابها (عليهم السلام) فيما يجب ويستحيل ويجوز في حقهم من صفات، وأثر ذلك في عقيدة المسلم، فالاعتقاد السليم في الرسل طريق الاعتقاد الصحيح الكامل بالرسالة والشريعة؛ وقد أسميته "مقومات النبوة وأثرها في العقيدة الإسلامية في ضوء منظومة الخريدة البهية للشيخ الإمام أبي البركات أحمد بن محمّدٍ الدَّردير العمريّ العدوي المالكي الأشعري الخَلْوَتي"؛ وإنما اخترت أن يكون الكلام في ضوء منظومة الخريدة البهية لتسليط الضوء عليها؛ فهي –حقاً- لؤلؤة مضيئة في فضاء علم التوحيد والعقيدة، ولأن للمنظومات سمة سهولة الحفظ؛ فهي تعلق بالأذهان ويتلقاها طلبة العلم بالقبول.إن معرفة الأنبياء عليهم السلام وبيان ما لهم من صفات واجبة ومستحيلة وجائزة ضرورة شرعية؛ فهي تأصيل للعقيدة، ووسيلة لفهم الشريعة، ومانع من الوقوع في آفة الإنكار وإساءة الأدب في حقهم، ومن ثم فالاعتقاد السليم بحضراتهم سبب رئيس لصحة العقيدة في جانب الإلهيات والسمعيات الغيبية.إن دراسة مقام النبوة ضرورة ملحة في زمن قلّ فيه العلم، وضعف فيه التعلق بالنبي (صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم)، وكثرت فيه الشبهات والأفكار المعادية للعقيدة حتى بدأنا نسمع -مع الأسف- بوجود الافكار الإلحادية بين شباب المسلمين، وما ذاك إلا لشيوع الجهل بمقام الأنبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام) الذي أدى إلى انفصام الأمة عن نبيها فهما وروحاً وسلوكاً؛ فكان الظاهر الغالب أن الناس بين منسلخ عن تعاليم الرسالة وروحها إلا بالانتساب؛ فعقيدته الإسلام حكماً لا حقيقة، وبين من كان لفرط جهله أنموذجاً سيئاً للإسلام دين الرحمة والسلام، ولرسوله الكريم المبعوث رحمة للناس وهادياً إليهم ليخرجهم من ظلمات الجهل والغفلة والمعصية والضيق إلى نور الطاعة والعلم والسعة والحضور.
مقام النبوة في العقيدة الإسلامية في ضوء منظومة الخريدة البهية
الحمد لله تعالى الذي اختص رسوله بالبينات والهدى والتكريم، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله صاحب الخُلق العظيم، وعلى آله وصحبه الذين اختصهم بمزيد فضله العميم،وبعد، فهذا بحث متواضع في بيان مقام النبوة والرسالة وأصحابها (عليهم السلام) فيما يجب ويستحيل ويجوز في حقهم من صفات، وأثر ذلك في عقيدة المسلم، فالاعتقاد السليم فيالرسل طريق الاعتقاد الصحيح الكامل بالرسالة والشريعة؛ وقد أسميته "مقومات النبوة وأثرها في العقيدة الإسلامية في ضوء منظومة الخريدة البهية للشيخ الإمام أبي البركاتأحمد بن محمّدٍ الدَّردير العمريّ العدوي المالكي الأشعري الخَلْوَتي"؛ وإنما اخترت أن يكون الكلام فيضوء منظومة الخريدة البهية لتسليط الضوء عليها؛ فهي -حقاً-لؤلؤة مضيئة في فضاء علم التوحيد والعقيدة، ولأن للمنظومات سمة سهولة الحفظ؛ فهي تعلق بالأذهان ويتلقاها طلبة العلم بالقبول.إن معرفة الأنبياء عليهم السلام وبيان ما لهم من صفات واجبة ومستحيلة وجائزة ضرورة شرعية؛ فهي تأصيل للعقيدة، ووسيلة لفهم الشريعة، ومانع منالوقوع في آفة الإنكار وإساءة الأدب في حقهم، ومن ثم فالاعتقاد السليم بحضراتهم سبب رئيس لصحة العقيدة في جانب الإلهيات والسمعيات الغيبية.إن دراسة مقام النبوة ضرورة ملحة في زمن قلّ فيه العلم، وضعف فيه التعلق بالنبي (صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم)، وكثرت فيه الشبهات والأفكار المعادية للعقيدة حتى بدأنا نسمع -مع الأسف-بوجود الافكار الإلحادية بين شباب المسلمين، وما ذاك إلا لشيوع الجهل بمقام الأنبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام) الذيةأدى إلى انفصام الأمة عن نبيها فهما وروحاً وسلوكاً؛ فكان الظاهر الغالب أن الناس بين منسلخ عن تعاليم الرسالة وروحها إلابالانتساب؛ فعقيدته الإسلام حكماً لا حقيقة، وبين من كان لفرط جهله أنموذجاً سيئاً للإسلام دين الرحمة والسلام، ولرسوله الكريمالمبعوث رحمة للناس وهادياً إليهم ليخرجهم من ظلمات الجهل والغفلة والمعصية والضيق إلى نور الطاعة والعلم والسعة والحضور.