{"title":"واقعة الطف حقائق ومعطيات نفسية - اجتماعية","authors":"علي كاظم عجة الشمري","doi":"10.31185/.vol1.iss1.450","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"تُعَدّ واقِعَة الطف الحدث الأكثر أهمية لَيسَ في تاريخنا العربي والإسلامي حَسب، بل وعلى مستوى التاريخ الإنساني كَكُلّ، ذلكَ بما تبنت ودافعت عن قيم ومباديء هي محط إحترام الإنسانية بمختلف أطيافها العرقية والعقائدية في كل زمان ومكان . 
 والأدلة على ذلك كثيرة تجلت بتصريحات ومواقف العديد من مفكري وقادة الامم في العالم، ومثل ذلك قول المهاماتا (غاندي) الشهير،حينما سُئِل... من أين لك تلك القوة لتقهر بريطانيا العظمى؟ فأجاب ( تَعَلَمتُ مِنَ الحسين أن أكونَ مَظلوماً فَأنتَصِر) ( هيكل ،1986، ص30) .
 ذلك إنَّ غاندي لم يلتزم مباديء الحسين قولاً فقط،بل ترجمها إلى سلوك عملي واقعي في ميدان نضاله ضد المستعمر، لِقناعته بانه السبيل الأكيد لِنيل الحرية. وهذا شاهد حي على تجاوز ملحمة الطَفّ حدود محيطها الجغرافي والعقائدي المحلي الى المحيط العالمي الإنساني
 (الشبلي ،1978، ص62) .
 وشاهدٌ آخر نقرؤه على صفحات كتاب تاريخ الحضارات لمؤلفه المستشرق الفرنسي (جون لون) إذّ يقول ..( تعودنا أن نشهد في كُل حضارة رجلاً مؤثراً،يصبح رمزاً تتناقلهُ أجيالها عِبر القرون ، وأجد مثل ذلك في حضارة العرب عند الاسلام في الحسين مضحياً لم يشهد التاريخ مثله ) (هيكل،1986، ص31) . 
 والدراسة الحالية تعد خطوة أولى في ميدان البحث بمشكلة الطف ، لذا تعذرت الإحاطة بكل جوانب الواقعة، بسبب ضيق الوقت قياساً بالحاجة إليه،قلة المصادر،صعوبة الإتصال بالمختصين في داخل وخارج البلد ،لكن في الوقت نفسه تَعد بدراسة مستقبلية أكثر سعة، تتناول ماتبقى من الجوانب والمواقف التي تضمنتها الواقعة .
 وتجدرالاشارة إلى إنَّ البحث إستند إلى المنهج التأريخي كونه يلائم الموضوع ، كما لم يعتمد البحث على دراسة سابقة ، والسبب ببساطة يعود لعدم وجود دراسة واحدة حول تلك القضية ضمن الأدب النفسي الاجتماعي عراقياً وعربياً على حد علم الباحث. ومايجدر بالإشارة أيضا الى إنَّ البحث لايمثل وجهة نظر الباحث الشخصية، بقدر ماهو توظيف لوجهات النظرالعلمية النفسية والاجتماعية في تحليل المواقف المتضمنة، التي هي بإعتقاد الباحث وراء الكثير من التساؤل حتى يومنا هذا، من دون أن نسعى او نألو جهداً للنقاش والمعالجة.","PeriodicalId":471303,"journal":{"name":"مجلة واسط للعلوم الانسانية","volume":"122 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-06-19","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"مجلة واسط للعلوم الانسانية","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.31185/.vol1.iss1.450","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
تُعَدّ واقِعَة الطف الحدث الأكثر أهمية لَيسَ في تاريخنا العربي والإسلامي حَسب، بل وعلى مستوى التاريخ الإنساني كَكُلّ، ذلكَ بما تبنت ودافعت عن قيم ومباديء هي محط إحترام الإنسانية بمختلف أطيافها العرقية والعقائدية في كل زمان ومكان .
والأدلة على ذلك كثيرة تجلت بتصريحات ومواقف العديد من مفكري وقادة الامم في العالم، ومثل ذلك قول المهاماتا (غاندي) الشهير،حينما سُئِل... من أين لك تلك القوة لتقهر بريطانيا العظمى؟ فأجاب ( تَعَلَمتُ مِنَ الحسين أن أكونَ مَظلوماً فَأنتَصِر) ( هيكل ،1986، ص30) .
ذلك إنَّ غاندي لم يلتزم مباديء الحسين قولاً فقط،بل ترجمها إلى سلوك عملي واقعي في ميدان نضاله ضد المستعمر، لِقناعته بانه السبيل الأكيد لِنيل الحرية. وهذا شاهد حي على تجاوز ملحمة الطَفّ حدود محيطها الجغرافي والعقائدي المحلي الى المحيط العالمي الإنساني
(الشبلي ،1978، ص62) .
وشاهدٌ آخر نقرؤه على صفحات كتاب تاريخ الحضارات لمؤلفه المستشرق الفرنسي (جون لون) إذّ يقول ..( تعودنا أن نشهد في كُل حضارة رجلاً مؤثراً،يصبح رمزاً تتناقلهُ أجيالها عِبر القرون ، وأجد مثل ذلك في حضارة العرب عند الاسلام في الحسين مضحياً لم يشهد التاريخ مثله ) (هيكل،1986، ص31) .
والدراسة الحالية تعد خطوة أولى في ميدان البحث بمشكلة الطف ، لذا تعذرت الإحاطة بكل جوانب الواقعة، بسبب ضيق الوقت قياساً بالحاجة إليه،قلة المصادر،صعوبة الإتصال بالمختصين في داخل وخارج البلد ،لكن في الوقت نفسه تَعد بدراسة مستقبلية أكثر سعة، تتناول ماتبقى من الجوانب والمواقف التي تضمنتها الواقعة .
وتجدرالاشارة إلى إنَّ البحث إستند إلى المنهج التأريخي كونه يلائم الموضوع ، كما لم يعتمد البحث على دراسة سابقة ، والسبب ببساطة يعود لعدم وجود دراسة واحدة حول تلك القضية ضمن الأدب النفسي الاجتماعي عراقياً وعربياً على حد علم الباحث. ومايجدر بالإشارة أيضا الى إنَّ البحث لايمثل وجهة نظر الباحث الشخصية، بقدر ماهو توظيف لوجهات النظرالعلمية النفسية والاجتماعية في تحليل المواقف المتضمنة، التي هي بإعتقاد الباحث وراء الكثير من التساؤل حتى يومنا هذا، من دون أن نسعى او نألو جهداً للنقاش والمعالجة.