{"title":"هجاء المدن في الشعر الأندلسي دراسة موضوعية","authors":"رعد ناصر الوائلي","doi":"10.31185/eduj.vol2.iss10.2433","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":" لقد عبر الشعراء الأندلسيون عن حبهم اللافح لمدنهم بإشكال وصور متعددة تبعاً للظرف الذي مرت له ، فمنهم من تغنى بها ونوهّ بشأنها وأعلا مقدارها بشعر أطلق عليه مديح المدن ، ومنهم من فاضت عواطفه فصب دمعاً مدراراً وهو يشهد انهيار المدن الواحدة تلو الاخرى ، بعد أن التاثت الأمور وتفرط العقد ، وانتثر سلك المدن ، فأطلق عليه رثاء المدن(1) . وعبر آخرون عن الألم الذي يعتصرهم وهم يلعقون مرارة الغربة وذل التغرب ، بعد ان تركوا الديار ، موطن الأحبة ومرتع الصبا . فظهر شعر الغربة والحنين . ومِنَ الشعراء من تخطى العواطف ومناجاة القلوب ، فنظر بعين ثاقبة تدعو إلى الصلاح والتقويم لتكتمل الصورة – صورة بهاء المدن – في نظره بعد ان تشذب من البوائق والعوائق التي تشوه تاريخها او منظرها . أو تلطخ حياتها الاجتماعية بأخلاقيات منافية للروح الإسلامية أو الحضارية او الأعراف الاجتماعية . فظهر هذا اللون بقوة عند شعراء لم يدعهم الواجب الوطني أن يمروا على الأسباب التي تسيء إلى المدينة او تخدش جمالها بتؤدة دون إن يشيروا اليها ، ويعلقوا عليها بشعر يقترب – او يكاد – من الهجو متخذين صوراً عديدة لرسم الحالة السلبية مستفزين بذلك مشاعر الناس فظهر هجاء المدن في الأندلس .","PeriodicalId":390027,"journal":{"name":"Journal of Education College Wasit University","volume":"30 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2021-11-29","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Journal of Education College Wasit University","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.31185/eduj.vol2.iss10.2433","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
لقد عبر الشعراء الأندلسيون عن حبهم اللافح لمدنهم بإشكال وصور متعددة تبعاً للظرف الذي مرت له ، فمنهم من تغنى بها ونوهّ بشأنها وأعلا مقدارها بشعر أطلق عليه مديح المدن ، ومنهم من فاضت عواطفه فصب دمعاً مدراراً وهو يشهد انهيار المدن الواحدة تلو الاخرى ، بعد أن التاثت الأمور وتفرط العقد ، وانتثر سلك المدن ، فأطلق عليه رثاء المدن(1) . وعبر آخرون عن الألم الذي يعتصرهم وهم يلعقون مرارة الغربة وذل التغرب ، بعد ان تركوا الديار ، موطن الأحبة ومرتع الصبا . فظهر شعر الغربة والحنين . ومِنَ الشعراء من تخطى العواطف ومناجاة القلوب ، فنظر بعين ثاقبة تدعو إلى الصلاح والتقويم لتكتمل الصورة – صورة بهاء المدن – في نظره بعد ان تشذب من البوائق والعوائق التي تشوه تاريخها او منظرها . أو تلطخ حياتها الاجتماعية بأخلاقيات منافية للروح الإسلامية أو الحضارية او الأعراف الاجتماعية . فظهر هذا اللون بقوة عند شعراء لم يدعهم الواجب الوطني أن يمروا على الأسباب التي تسيء إلى المدينة او تخدش جمالها بتؤدة دون إن يشيروا اليها ، ويعلقوا عليها بشعر يقترب – او يكاد – من الهجو متخذين صوراً عديدة لرسم الحالة السلبية مستفزين بذلك مشاعر الناس فظهر هجاء المدن في الأندلس .