{"title":"رؤيا السيد السيستاني\"دام ظله \" في تطبيق منهج أهل البيت \"عليهم السلام \" لتثبيت معالم حقوق الإنسان \"وصاياه للمقاتلين أنموذجا \"","authors":"وسن عيدان","doi":"10.36322/jksc.v2i69.13140","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"تعد زعامة المؤسسة الدينية الشيعية \"المرجعية الدينية في النجف الأشرف \" الأقوى قرارا بين الزعامات الدينية في العالم الإسلامي،والديانات الأخرى،وأصوبهارأياوأكثرها استقلالا طيلة مئات السنين الماضية،منذ أن وطأ الشيخ الطوسي ارض النجف الأشرف عام 1027 م،حتى تقلد سماحة المرجع الديني الأعلى الإمام علي الحسيني السيستاني زعامة الحوزة العلمية في النجف الأشرف عام 1993 م . \nوخلال تلك السنين الطوال بقيت زعامة المؤسسة الدينية بعيدة عن التجاذبات السياسية والتأثيرات الخارجية ،لان اختيار الزعيم آو المرجع الأعلى للحوزة العلمية لا يكون بقرار حكومي آو اختياري من عامة الناس،أنما مسؤولية الاختيار مناطا بتوجيه الأمام الحجة بن الحسن المنتظر \"عجل الله فرجه \"كون من يتم اختياره لهذه المهمة يمثل نائبا للأمام المعصوم \"عجل الله فرجه \"في زمن الغيبة الكبرى ،كما ورد في توقيعه الشريف:\" وإما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وانأ حجة الله \" ،وهذا دليل جازم أن فتوى بمثابة قرار مصيري لا تصدر ألا بتأييده كونه صاحب الآمر والزمان ،وان المرجعية الدينية تعد زعامة الأمة الإسلامية عامة ،والطائفة الشيعية خاصة،وتتمتع باتخاذ القرار المؤثر روحيا وعقائديا في نفوس المسلمين وبالخصوص إتباع أهل البيت \"عليهم السلام \" في الأمور كافة . \nوقد مرت مرجعية السيد السيستاني بعدة مراحل مهمة ومؤثرة في مواكبة التغيرات السياسية التي حدثت بعد عام 2003،إذاأن رؤيته وحكمته تمثل عين الصواب لموقع القيادة والذي كان خير من يمثلها باتخاذ الموقف المناسب لمعالجة التحديات الخطيرة اتجاه أبناء الشعب العراقي ،فعندما تعرض العراق لاجتياح العصابات الإرهابية لمدينة الموصل في 10 حزيران 2014 بادر سماحته إلىإصدار فتواه العظيمة \"الجهاد الكفائي\"والتي لم تصدر مثيلتها في العالم الإسلامي منذ مئة عام خلت،وشكلت فاصلة تاريخية بين حالتين من النكوص والاستجابة القوية حققت معها القوات المسلحة العراقية انتصارات لايمكن ألاأن نعدها أنموذجا للروح الحماسية الجديدة التي سادت المجتمع العراقي جميعا. \nومثل ما أوصى الإمام علي \"عليه السلام \"جيشه بعدة وصايا التي وجب عليهم إنيلتزموا بها فيما لو تحققت الغلبة على العدو ولتكون ميزانا لتعامل جيش الإسلام مع الأسرى والجرحى وغيرهم من أفراد العدو ،أكد السيد السيستاني هذه الوصايا محذرا من الذين يجعلون الجهاد وسيلة وليس غاية وهي ألامان للهاربين وعدم قتل الجريح وإكراما لأسير، وعدم المساس بأموال الناس،وعدم التمثيل بالقتيل،وان لا يتركوا الصلاة إثناء الجهاد، وإياكم وسفك الدماء بغير حلها،وان لا يتعجلوا بالقتال وغيرها من الوصايا،وعليه فالوصايا التي أصدرها السيد السيستاني ماهي ألا امتداد لوصايا أئمة أهل البيت عليهم السلام.","PeriodicalId":393827,"journal":{"name":"Journal of Kufa Studies Center","volume":"14 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-08-21","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Journal of Kufa Studies Center","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.36322/jksc.v2i69.13140","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
تعد زعامة المؤسسة الدينية الشيعية "المرجعية الدينية في النجف الأشرف " الأقوى قرارا بين الزعامات الدينية في العالم الإسلامي،والديانات الأخرى،وأصوبهارأياوأكثرها استقلالا طيلة مئات السنين الماضية،منذ أن وطأ الشيخ الطوسي ارض النجف الأشرف عام 1027 م،حتى تقلد سماحة المرجع الديني الأعلى الإمام علي الحسيني السيستاني زعامة الحوزة العلمية في النجف الأشرف عام 1993 م .
وخلال تلك السنين الطوال بقيت زعامة المؤسسة الدينية بعيدة عن التجاذبات السياسية والتأثيرات الخارجية ،لان اختيار الزعيم آو المرجع الأعلى للحوزة العلمية لا يكون بقرار حكومي آو اختياري من عامة الناس،أنما مسؤولية الاختيار مناطا بتوجيه الأمام الحجة بن الحسن المنتظر "عجل الله فرجه "كون من يتم اختياره لهذه المهمة يمثل نائبا للأمام المعصوم "عجل الله فرجه "في زمن الغيبة الكبرى ،كما ورد في توقيعه الشريف:" وإما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وانأ حجة الله " ،وهذا دليل جازم أن فتوى بمثابة قرار مصيري لا تصدر ألا بتأييده كونه صاحب الآمر والزمان ،وان المرجعية الدينية تعد زعامة الأمة الإسلامية عامة ،والطائفة الشيعية خاصة،وتتمتع باتخاذ القرار المؤثر روحيا وعقائديا في نفوس المسلمين وبالخصوص إتباع أهل البيت "عليهم السلام " في الأمور كافة .
وقد مرت مرجعية السيد السيستاني بعدة مراحل مهمة ومؤثرة في مواكبة التغيرات السياسية التي حدثت بعد عام 2003،إذاأن رؤيته وحكمته تمثل عين الصواب لموقع القيادة والذي كان خير من يمثلها باتخاذ الموقف المناسب لمعالجة التحديات الخطيرة اتجاه أبناء الشعب العراقي ،فعندما تعرض العراق لاجتياح العصابات الإرهابية لمدينة الموصل في 10 حزيران 2014 بادر سماحته إلىإصدار فتواه العظيمة "الجهاد الكفائي"والتي لم تصدر مثيلتها في العالم الإسلامي منذ مئة عام خلت،وشكلت فاصلة تاريخية بين حالتين من النكوص والاستجابة القوية حققت معها القوات المسلحة العراقية انتصارات لايمكن ألاأن نعدها أنموذجا للروح الحماسية الجديدة التي سادت المجتمع العراقي جميعا.
ومثل ما أوصى الإمام علي "عليه السلام "جيشه بعدة وصايا التي وجب عليهم إنيلتزموا بها فيما لو تحققت الغلبة على العدو ولتكون ميزانا لتعامل جيش الإسلام مع الأسرى والجرحى وغيرهم من أفراد العدو ،أكد السيد السيستاني هذه الوصايا محذرا من الذين يجعلون الجهاد وسيلة وليس غاية وهي ألامان للهاربين وعدم قتل الجريح وإكراما لأسير، وعدم المساس بأموال الناس،وعدم التمثيل بالقتيل،وان لا يتركوا الصلاة إثناء الجهاد، وإياكم وسفك الدماء بغير حلها،وان لا يتعجلوا بالقتال وغيرها من الوصايا،وعليه فالوصايا التي أصدرها السيد السيستاني ماهي ألا امتداد لوصايا أئمة أهل البيت عليهم السلام.