{"title":"بنية الرثاء في القصيدة العراقية المعاصرة","authors":"علي عز الدين الخطيب","doi":"10.31185/eduj.vol2.iss10.2430","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":" قد يبدو غريبا ، وسط أجواء اللغة المعاصرة ذات التشكيلات والأنساق البنائية المتعددة والمتنوعة والمتطرفة أحيانا في شكلها التي تصل إلى حد التعقيد والغرابة المتأسسة على وسائط جديدة لم تكن معروفة أصلا في القصيدة العربية على مر عصورها كوجود تقنيات القناع والمرايا والأساطير ، الخ ، أقول قد يبدو غريبا أن نتحدث مع كل هذا التطور الذي ألم بها عن قضية الأغراض الشعرية ، فالغرض لفظا ومعنى يحيلنا إلى أجواء خاصة من الشعر هي الأجواء الكلاسية المتمثلة في شكل ومضمون القصيدة التراثية وخلفها الصالح المتمثل بالقصيدة التقليدية الموجودة لدى الإحيائيين في القرن الماضي ، فمفهوم الغرض داخل مناخات القصيدة المعاصرة يتحول إلى علامة سيميولوجية تحيل إلى مفهوم خاص للشعر لع قوانينه وسننه الخاصة التي ترسخ في الذهن المفاهيم الشعرية الكلاسية المرتكزة على نظام الشطرين وعلى ذلك التعامل الكلاسي الخاص مع الآخر الذي امتلأ به ديوان الشعر العربي القديم وترسخ في أذهان القارئ العربي على مر تلك العصور ومن ثم تبناه الشاعر الإحيائي الذي حاول أن ينسخ قصيدة سلفه الصالح من خلال الانضباط في احترام قوانينها الشعرية ، ليس هذا حسب ، بل إن طبيعة القصيدة المعاصرة وفقا لشخصيتها الجديدة القائمة على مبدأ الكلية التي هي على النقيض من التجزيء والتعدد كما هو الحال مع القصيدة القديمة لايمكنها أن تستوعب هذه التعددية والتنقل بين الموضوعات المتنوعة داخل القصيدة الواحدة ، من الرحلة إلى الشكوى ثم إلى الغرض المعين وهكذا ، بل أنها تتخندق وتتجمع ضمن قضية واحدة هي قضيتها المركزية ، البؤرة ، التي هي الرئة التي ستتنفس منها ومن ثم نكون إزاء موضوعة وقضية واحدة محددة ، بمعنى أن القصيدة المعاصرة هي قصيدة موضوعاتية وليست قصيدة غرضية ، والموضوعة شيء والغرض شيء آخر ، فالغرض هو مجموعة من الموضوعات في قصيدة واحدة تكون مختلفة ومتباينة في اغلب الأحيان ، في حين أن الموضوعة هي قضية واحدة محددة ارتبطت نقديا بمفاهيم نقدية معاصرة كالوحدة الموضوعاتية والوحدة العضوية وهما شكلان شعريان ارتبطا بالقصيدة الحديثة تحديدا ومثلا حالة غياب عن القصيدة القديمة التي وصفت بأنها تخلو من هذه الوحدة ، إذ شاع مفهوم بيت القصيد الذي يفسر إمكانية حدوث التقديم والتأخير في تلك القصائد في المقابل عدم وجود مثل هذه الإمكانية في القصيدة المعاصرة التي وصفت بأنها ذات وحدة بنائية ووحدة موضوعاتية ، بالتأكيد هناك مجموعة من الأساليب والوسائل لتحقيق ذلك لانريد أن نزج الدراسة فيها لأنها باتت معروفة للقريب والبعيد ..","PeriodicalId":390027,"journal":{"name":"Journal of Education College Wasit University","volume":"3 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2021-11-29","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Journal of Education College Wasit University","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.31185/eduj.vol2.iss10.2430","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
قد يبدو غريبا ، وسط أجواء اللغة المعاصرة ذات التشكيلات والأنساق البنائية المتعددة والمتنوعة والمتطرفة أحيانا في شكلها التي تصل إلى حد التعقيد والغرابة المتأسسة على وسائط جديدة لم تكن معروفة أصلا في القصيدة العربية على مر عصورها كوجود تقنيات القناع والمرايا والأساطير ، الخ ، أقول قد يبدو غريبا أن نتحدث مع كل هذا التطور الذي ألم بها عن قضية الأغراض الشعرية ، فالغرض لفظا ومعنى يحيلنا إلى أجواء خاصة من الشعر هي الأجواء الكلاسية المتمثلة في شكل ومضمون القصيدة التراثية وخلفها الصالح المتمثل بالقصيدة التقليدية الموجودة لدى الإحيائيين في القرن الماضي ، فمفهوم الغرض داخل مناخات القصيدة المعاصرة يتحول إلى علامة سيميولوجية تحيل إلى مفهوم خاص للشعر لع قوانينه وسننه الخاصة التي ترسخ في الذهن المفاهيم الشعرية الكلاسية المرتكزة على نظام الشطرين وعلى ذلك التعامل الكلاسي الخاص مع الآخر الذي امتلأ به ديوان الشعر العربي القديم وترسخ في أذهان القارئ العربي على مر تلك العصور ومن ثم تبناه الشاعر الإحيائي الذي حاول أن ينسخ قصيدة سلفه الصالح من خلال الانضباط في احترام قوانينها الشعرية ، ليس هذا حسب ، بل إن طبيعة القصيدة المعاصرة وفقا لشخصيتها الجديدة القائمة على مبدأ الكلية التي هي على النقيض من التجزيء والتعدد كما هو الحال مع القصيدة القديمة لايمكنها أن تستوعب هذه التعددية والتنقل بين الموضوعات المتنوعة داخل القصيدة الواحدة ، من الرحلة إلى الشكوى ثم إلى الغرض المعين وهكذا ، بل أنها تتخندق وتتجمع ضمن قضية واحدة هي قضيتها المركزية ، البؤرة ، التي هي الرئة التي ستتنفس منها ومن ثم نكون إزاء موضوعة وقضية واحدة محددة ، بمعنى أن القصيدة المعاصرة هي قصيدة موضوعاتية وليست قصيدة غرضية ، والموضوعة شيء والغرض شيء آخر ، فالغرض هو مجموعة من الموضوعات في قصيدة واحدة تكون مختلفة ومتباينة في اغلب الأحيان ، في حين أن الموضوعة هي قضية واحدة محددة ارتبطت نقديا بمفاهيم نقدية معاصرة كالوحدة الموضوعاتية والوحدة العضوية وهما شكلان شعريان ارتبطا بالقصيدة الحديثة تحديدا ومثلا حالة غياب عن القصيدة القديمة التي وصفت بأنها تخلو من هذه الوحدة ، إذ شاع مفهوم بيت القصيد الذي يفسر إمكانية حدوث التقديم والتأخير في تلك القصائد في المقابل عدم وجود مثل هذه الإمكانية في القصيدة المعاصرة التي وصفت بأنها ذات وحدة بنائية ووحدة موضوعاتية ، بالتأكيد هناك مجموعة من الأساليب والوسائل لتحقيق ذلك لانريد أن نزج الدراسة فيها لأنها باتت معروفة للقريب والبعيد ..