{"title":"الغلو والتطرف الواقع وغياب المضمون","authors":"د.ابراهيم علي مصطفى","doi":"10.52981/fic.v1i9.451","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"الحمد لله الذي خلق الإنسان وقدر له من التكاليف ما يتناسب مع وضعه كإنسان، وجعل كل ميسر لما خلق له، ثم خلق العقل وهداه إلى المعرفة. قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) ([1]). وقال تعالى(إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)([2]). \nثم الصلاة على رسول الله الكريم، الذي بُعث هادياً، وما اختار أمراً إلا اختار أيسره ووسطه بما يوافق ما أنزل عليه، قال له: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)([3]). وقال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)([4]). \n وبناء على هذا نرى في موضوعنا والذي نحن بصدد البحث فيه أن أمر الدين والدعوة إليه ليس بالقهر الذي يوجد عند المغالي والمتطرف، وكذلك نجد أن الدين لا يؤخذ بالتهاون به ولا بالتهاون في حدوده، قال تعالى:(يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)([5]). \nونجد أن أمر الدين قد قام بالتدرج، وكذلك كان بالفهم والتعمق في أعماق الكتب والأخذ بالرأي والرأي الأخر بشرط أن يكون أصله آية أو حديث. ولكن نجد أن المغالين والمتطرفين قد أتوا بغير المألوف وخرجوا عن واقع الرشد. وسوف نشرح معني التطرف والغلو أن شاء الله تعالى. \n وسوف نجد أن هؤلاء يمسكون بنص واحد ويقولون للناس في كل زمان ومكان حيث لا توجد عندهم مساحه للبحث والتنقيب في كتب العلم وهذا ما اضر بالدعوة وبالملتقي، وإن يشاء الله سوف أقدم بحثي هذا آمل أن أخرج بفائدة تفيد القارئ وسوف أتخذ المنهج عن طريق البحث الاستقرائي والاستنباطي إن شاء الله تعالى. \n \n([1]) سورة الإسراء: الآية (70) \n([2]) سورة الإنسان: الآية (3) \n([3]) سورة البقرة: الآية (143) \n([4]) سورة البقرة: الآية (185) \n([5]) سورة مريم: الآية (12)","PeriodicalId":228009,"journal":{"name":"Islamic Dawa landmarks Journal","volume":"1 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2019-10-23","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Islamic Dawa landmarks Journal","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.52981/fic.v1i9.451","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
الحمد لله الذي خلق الإنسان وقدر له من التكاليف ما يتناسب مع وضعه كإنسان، وجعل كل ميسر لما خلق له، ثم خلق العقل وهداه إلى المعرفة. قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) ([1]). وقال تعالى(إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)([2]).
ثم الصلاة على رسول الله الكريم، الذي بُعث هادياً، وما اختار أمراً إلا اختار أيسره ووسطه بما يوافق ما أنزل عليه، قال له: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)([3]). وقال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)([4]).
وبناء على هذا نرى في موضوعنا والذي نحن بصدد البحث فيه أن أمر الدين والدعوة إليه ليس بالقهر الذي يوجد عند المغالي والمتطرف، وكذلك نجد أن الدين لا يؤخذ بالتهاون به ولا بالتهاون في حدوده، قال تعالى:(يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)([5]).
ونجد أن أمر الدين قد قام بالتدرج، وكذلك كان بالفهم والتعمق في أعماق الكتب والأخذ بالرأي والرأي الأخر بشرط أن يكون أصله آية أو حديث. ولكن نجد أن المغالين والمتطرفين قد أتوا بغير المألوف وخرجوا عن واقع الرشد. وسوف نشرح معني التطرف والغلو أن شاء الله تعالى.
وسوف نجد أن هؤلاء يمسكون بنص واحد ويقولون للناس في كل زمان ومكان حيث لا توجد عندهم مساحه للبحث والتنقيب في كتب العلم وهذا ما اضر بالدعوة وبالملتقي، وإن يشاء الله سوف أقدم بحثي هذا آمل أن أخرج بفائدة تفيد القارئ وسوف أتخذ المنهج عن طريق البحث الاستقرائي والاستنباطي إن شاء الله تعالى.
([1]) سورة الإسراء: الآية (70)
([2]) سورة الإنسان: الآية (3)
([3]) سورة البقرة: الآية (143)
([4]) سورة البقرة: الآية (185)
([5]) سورة مريم: الآية (12)
الحمد لله الذي خلق الإنسان وقدر له من التكاليف ما يتناسب مع وضعه كإنسان، وجعل كل ميسر لما خلق له، ثم خلق العقل وهداه إلى المعرفة.قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) ([1]).وقال تعالى(إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)([2]).ثم الصلاة على رسول الله الكريم، الذي بُعث هادياً ، وما اختار أمراً إلا اختار أيسره ووسطه بما يوافق ما أنزل عليه، قال له:(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُعَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُالرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَىاللّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)([3]).وقال تعالى:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰوَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍفَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَوَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)([4]). وبناء على هذا نرى في موضوعنا والذي نحن بصدد البحث فيه أن أمر الدين والدعوة إليه ليس بالقهر الذي يوجد عند المغالي والمتطرف، وكذلك نجد أن الدين لا يؤخذ بالتهاون به ولا بالتهاون في حدوده، قال تعالى:(يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)([5]).ونجد أن أمر الدين قد قام بالتدرج، وكذلك كان بالفهم والتعمق في أعماق الكتب والأخذ بالرأي والرأي الأخر بشرط أن يكون أصله آية أو حديث.ولكن نجد أن المغالين والمتطرفين قد أتوا بغير المألوف وخرجوا عن واقع الرشد.وسوف نشرح معني التطرف والغلو أن شاء الله تعالى. وسوف نجد أن هؤلاء يمسكون بنص واحد ويقولون للناس في كل زمان ومكان حيث لا توجد عندهم مساحه للبحث والتنقيب في كتب العلم وهذا ما اضر بالدعوةوبالملتقي، وإن يشاء الله سوف أقدم بحثي هذا آمل أن أخرج بفائدة تفيد القارئ وسوف أتخذ المنهج عن طريق البحث الاستقرائي والاستنباطي إن شاء الله تعالى. ([1]) سورة الإسراء:الآية (70) ([2]) سورة الإنسان:الآية (3) ([3]) سورة البقرة:الآية (143) ([4]) سورة البقرة:الآية (185) ([5]) سورة مريم:الآية (12)