{"title":"فتوى المرجعيّة والجهاد الإسلامي","authors":"رحيم خريبط عطية الساعدي","doi":"10.36322/jksc.v2i69.12883","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"يخوض هذا البحث في قضية مهمة ومفصل من المفاصل المهمة التي تتعلق في حياة المسلمين هي الجهاد ، والجهاد موجه الى الأعداء الذين يريدون القضاء على الإسلام ، فيجب محاربتهم وردعهم والانقضاض عليهم وأخذ الجزية منهم إنْ رفضوا الدخول في الإسلام حتى يذهب شرهم . وقد وصفه رسول الله(ص)بأنه \"ذروة سنام الإسلام\" لما له من أثر في حياة المسلمين فلو تُرك الجهاد للزمت المسلمين الذلة حتى يتوبوا عنها . والجهاد قسمان كبيران ، فرض كفاية وفرض عين ويندرج في القسم الأول : جهاد الطلب لفتح الأراضي التي ليس فيها اسلام وجهاد الدعوة وجهاد التعليم . ويندرج في القسم الثاني جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الدفاع عن الأرض . وحضّ النبي الاكرم(ص)المسلمين على الجاد بصوره العديدة وبطرق مختلفة منها جهاد القلب ومنها جهاد اللسان ومنها جهاد اليد ، فحينما قال رجل له(ص):أأجاهد ؟ قال : ألك أبوان ؟ قال : نعم ، قال : \"ففيهما فجاهد\" وقال (ص)أيضاً : الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله . وورد الجهاد في سبيل الله تعالى بمعنى القتال ، فقوله تعالى في سورة البقرة :\"وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ \" آية محكمة غير منسوخة وحكمها باق ومستمر الى يوم الدين ، قاله ابن عباس وغيره .والتأكيد على \"في سبيل الله\" معناه وضع حد للجبروت وأن تكون النية فيه خالصة لوجهه الكريم ولا تكون النية من أجل الطمع والحصول على جاه او مال او سلطان وهذا هو غرض القتال في الإسلام . وبهذا يندفع ما يُشاع اليوم عن المسلمين من أنّ الدين الإسلامي دين سيف ويدعو الى القتل وسفك الدماء والتضييق على الآخرين . ولا يحقّ لمن يتسلّط على رقاب المسلمين أنء يضرب في الأرض شمالا وجنوبا يريد الاستيلاء على ممتلكات الآخرين وسلب حقوقهم وحرياتهم بأنْ يفسّر القرآن الكريم على هواه أو يتخذ من وعّاظ السلاطين ما يسوّغون له ذلك . فقوله تعالى : \"ولا تعتدوا\" واضح في دلالته ليس به حاجة إلى تأويل أو تفسير إذْ يُمنع الاعتداء بكافة اشكاله وصوره . والآيات الأُخرى الواردة في طريقة الدعوة إلى الله تعالى توضّح هذا الأمر وتحضّ عليه بأنْ يكون بالحكمة والموعظة الحسنة . والجهاد بمعنى القتال هنا لا يمنع من صوره الأخرى فهو بمفهومه الأصغر هنا ، وصور الجهاد كثيرة حتى ان الصدقة تدخل فيه ففي السنن ان \"الساعي على الصدقة بالحق كالمجاهد في سبيل الله\" وهذه التوسّع صدر من رسول الله(ص) وهو الرحمة المهداة الى العالمين ، فيجب علينا -نحن المسلمين- أنْ نقدّم صورة صادقة للعالم عن رسولنا الكريم(ص)وكيف كان ينظر الى الأمور بنظرات ثاقبة صالحة لكلّ زمان ومكان وانْ نكون قدوة للعالم في التعامل مع الناس بهدي القرىن الكريم وبهدي رسول الله(ص) الأمين على وحيه الداعي الى الخير والهدى بلسان عربي مبين ، وأنْ نُفهم العالم بأنّ الذين يقومون بأعمال إرهابية بكلّ مذاهبهم وصورهم لا يمثّلون الإسلام في شيء -وإنْ ادّعوا ذلك- فالإسلام واضح والآيات القرآنية واضحة في التعامل مع الكفار والمنافقين والشياطين ، بمقابل ذلك لا يحقّ لأيّ شخص التهاون في حدود الله تعالى بحجّة \"السياسة\" أو بحجّة \"المصلحة\" أو غير ذلك ، فلا يصحّ التغاضي عن شرع الله الحكيم المنزّل على رسوله ، فنحن مأمورون باتباع هدي رسول الله (ص) . فالإسلام باقٍ الى القيامة ورسالة المصطفى الكريم باقية لا تتغيّر بتغيّر السياسة أو المصالح الدنيوية .\" \nرَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ\" وآخردعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين .","PeriodicalId":393827,"journal":{"name":"Journal of Kufa Studies Center","volume":"17 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-08-21","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Journal of Kufa Studies Center","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.36322/jksc.v2i69.12883","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
يخوض هذا البحث في قضية مهمة ومفصل من المفاصل المهمة التي تتعلق في حياة المسلمين هي الجهاد ، والجهاد موجه الى الأعداء الذين يريدون القضاء على الإسلام ، فيجب محاربتهم وردعهم والانقضاض عليهم وأخذ الجزية منهم إنْ رفضوا الدخول في الإسلام حتى يذهب شرهم . وقد وصفه رسول الله(ص)بأنه "ذروة سنام الإسلام" لما له من أثر في حياة المسلمين فلو تُرك الجهاد للزمت المسلمين الذلة حتى يتوبوا عنها . والجهاد قسمان كبيران ، فرض كفاية وفرض عين ويندرج في القسم الأول : جهاد الطلب لفتح الأراضي التي ليس فيها اسلام وجهاد الدعوة وجهاد التعليم . ويندرج في القسم الثاني جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الدفاع عن الأرض . وحضّ النبي الاكرم(ص)المسلمين على الجاد بصوره العديدة وبطرق مختلفة منها جهاد القلب ومنها جهاد اللسان ومنها جهاد اليد ، فحينما قال رجل له(ص):أأجاهد ؟ قال : ألك أبوان ؟ قال : نعم ، قال : "ففيهما فجاهد" وقال (ص)أيضاً : الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله . وورد الجهاد في سبيل الله تعالى بمعنى القتال ، فقوله تعالى في سورة البقرة :"وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ " آية محكمة غير منسوخة وحكمها باق ومستمر الى يوم الدين ، قاله ابن عباس وغيره .والتأكيد على "في سبيل الله" معناه وضع حد للجبروت وأن تكون النية فيه خالصة لوجهه الكريم ولا تكون النية من أجل الطمع والحصول على جاه او مال او سلطان وهذا هو غرض القتال في الإسلام . وبهذا يندفع ما يُشاع اليوم عن المسلمين من أنّ الدين الإسلامي دين سيف ويدعو الى القتل وسفك الدماء والتضييق على الآخرين . ولا يحقّ لمن يتسلّط على رقاب المسلمين أنء يضرب في الأرض شمالا وجنوبا يريد الاستيلاء على ممتلكات الآخرين وسلب حقوقهم وحرياتهم بأنْ يفسّر القرآن الكريم على هواه أو يتخذ من وعّاظ السلاطين ما يسوّغون له ذلك . فقوله تعالى : "ولا تعتدوا" واضح في دلالته ليس به حاجة إلى تأويل أو تفسير إذْ يُمنع الاعتداء بكافة اشكاله وصوره . والآيات الأُخرى الواردة في طريقة الدعوة إلى الله تعالى توضّح هذا الأمر وتحضّ عليه بأنْ يكون بالحكمة والموعظة الحسنة . والجهاد بمعنى القتال هنا لا يمنع من صوره الأخرى فهو بمفهومه الأصغر هنا ، وصور الجهاد كثيرة حتى ان الصدقة تدخل فيه ففي السنن ان "الساعي على الصدقة بالحق كالمجاهد في سبيل الله" وهذه التوسّع صدر من رسول الله(ص) وهو الرحمة المهداة الى العالمين ، فيجب علينا -نحن المسلمين- أنْ نقدّم صورة صادقة للعالم عن رسولنا الكريم(ص)وكيف كان ينظر الى الأمور بنظرات ثاقبة صالحة لكلّ زمان ومكان وانْ نكون قدوة للعالم في التعامل مع الناس بهدي القرىن الكريم وبهدي رسول الله(ص) الأمين على وحيه الداعي الى الخير والهدى بلسان عربي مبين ، وأنْ نُفهم العالم بأنّ الذين يقومون بأعمال إرهابية بكلّ مذاهبهم وصورهم لا يمثّلون الإسلام في شيء -وإنْ ادّعوا ذلك- فالإسلام واضح والآيات القرآنية واضحة في التعامل مع الكفار والمنافقين والشياطين ، بمقابل ذلك لا يحقّ لأيّ شخص التهاون في حدود الله تعالى بحجّة "السياسة" أو بحجّة "المصلحة" أو غير ذلك ، فلا يصحّ التغاضي عن شرع الله الحكيم المنزّل على رسوله ، فنحن مأمورون باتباع هدي رسول الله (ص) . فالإسلام باقٍ الى القيامة ورسالة المصطفى الكريم باقية لا تتغيّر بتغيّر السياسة أو المصالح الدنيوية ."
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" وآخردعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين .