{"title":"شرط الاعتقاد في شرك العبادة","authors":"لطف الله خوجه","doi":"10.59759/jjis.v19i1.6","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"توحيد الألوهية (العبادة) متضمن للربوبية، فمن عبد الله تعالى بالقبول والرضا، فمقر له بالنفع والضر ضرورة، يحتج بهذا المرجئة على العكس: أن المشرك بالألوهية هو كذلك مشرك في الربوبية، ومن ثم فإن الربوبية مناط شرك العبادة، فلا شرك إلا باعتقاد النفع والضر. وهذا صحيح من حيث الأصل والحالة السوية؛ التي فيها العبادة عن رضا وقبول، وفيها الانسجام بين الظاهر والباطن، لكن كل أصل له استثناء، والحالة السوية قد تنقلب فيقع التخالف ما بين الظاهر والباطن، وحينئذ يمكن تصور شرك-وعبادة-بلا اعتقاد النفع والضر، فيشرك في الألوهية-ويوحد-دون اعتقاد الربوبية. ومَثَل ذلك: الذي يعبد الله وحده بقصد موافقة الإلف والعادة والآباء، لا باعتقاد النفع والضر، وآية ذلك: أنه لو تغير ذلك الداعي عنده، ترك العبادة. وقد كانت طائفة من المشركين يعرفون صدق النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يمنعهم من اتباعه إلا كراهية مخالفة عادات آبائهم: [إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ][الزخرف: 22]، فهؤلاء قطعا لم يرجوا في شركهم نفعا ولا ضرا من معبوداتهم، بل كانوا يعلمون أنها ليست كذلك، كما أن كثيرا من المشركين عبدوها ظنا منهم أنها كذلك، وفي هذا المبحث ندرس ونحقق في معنى شرك العبادة، من خلال المسائل الآتية: \nالتمهيد، وفيه: العبادة بين السنة والمرجئة. \nالأولى: مناط الكفر. \nالثانية: حد العبادة. \nالثالثة: حد شرك العبادة. \nالرابعة: حقيقة شرك العبادة. \nالخامسة: أقوال العلماء في شرك العبادة. \nثم الخاتمة وفيها خلاصة ما تحرر وتحقق في المسألة، والله الموفق والمسدد. \n ","PeriodicalId":276670,"journal":{"name":"Jordan Journal of Islamic Studies","volume":"26 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-05-29","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Jordan Journal of Islamic Studies","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.59759/jjis.v19i1.6","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
توحيد الألوهية (العبادة) متضمن للربوبية، فمن عبد الله تعالى بالقبول والرضا، فمقر له بالنفع والضر ضرورة، يحتج بهذا المرجئة على العكس: أن المشرك بالألوهية هو كذلك مشرك في الربوبية، ومن ثم فإن الربوبية مناط شرك العبادة، فلا شرك إلا باعتقاد النفع والضر. وهذا صحيح من حيث الأصل والحالة السوية؛ التي فيها العبادة عن رضا وقبول، وفيها الانسجام بين الظاهر والباطن، لكن كل أصل له استثناء، والحالة السوية قد تنقلب فيقع التخالف ما بين الظاهر والباطن، وحينئذ يمكن تصور شرك-وعبادة-بلا اعتقاد النفع والضر، فيشرك في الألوهية-ويوحد-دون اعتقاد الربوبية. ومَثَل ذلك: الذي يعبد الله وحده بقصد موافقة الإلف والعادة والآباء، لا باعتقاد النفع والضر، وآية ذلك: أنه لو تغير ذلك الداعي عنده، ترك العبادة. وقد كانت طائفة من المشركين يعرفون صدق النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يمنعهم من اتباعه إلا كراهية مخالفة عادات آبائهم: [إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ][الزخرف: 22]، فهؤلاء قطعا لم يرجوا في شركهم نفعا ولا ضرا من معبوداتهم، بل كانوا يعلمون أنها ليست كذلك، كما أن كثيرا من المشركين عبدوها ظنا منهم أنها كذلك، وفي هذا المبحث ندرس ونحقق في معنى شرك العبادة، من خلال المسائل الآتية:
التمهيد، وفيه: العبادة بين السنة والمرجئة.
الأولى: مناط الكفر.
الثانية: حد العبادة.
الثالثة: حد شرك العبادة.
الرابعة: حقيقة شرك العبادة.
الخامسة: أقوال العلماء في شرك العبادة.
ثم الخاتمة وفيها خلاصة ما تحرر وتحقق في المسألة، والله الموفق والمسدد.