الأبعاد المقاصدية في وثيقة المدينة:, التأسيس للتعايش الحضاري

Abstract

هدف البحث إلى الكشف عن الأبعاد المقاصدية في وثيقة المدينة، وإبراز مظاهر التعايش الحضاري التي أسست لها وثيقة المدينة، وقد أخذ الباحثان بالمنهج الاستقرائي الوصفي، وتم تقسيم البحث إلى مقدمة ومدخل وثلاثة مباحث، درس المبحث الأول: الأبعاد المقاصدية في المجال السياسي. وتطرق الثاني إلى الأبعاد المقاصدية في المجال الاجتماعي. وتناول الثالث مظاهر التأسيس للتعايش الحضاري. وتوصل البحث إلى أن نصوص الوثيقة اتسمت بالعموم؛ الأمر الذي جعلها صالحة للعمل في أي بيئة وأي زمن، كما هو شأن القاعدة القانونية، كما أن البحث تضمن جملة من المقاصد السياسية وفي مقدمتها تحديد المرجعيات العليا للمجتمع، وهذه من أهم المبادئ الدستورية الحديثة التي تقرر مبدأ سمو القاعدة الدستورية وعلوها بحيث لا تسمو عليها قاعدة ولا يعلو عليها قانون، وأيضًا تضمنت جملة من المقاصد الاجتماعية، وأهمها تحقيق القواسم المشتركة للتعايش المجتمعي التي تعد من أهم مقاصد الإسلام عمومًا، وأكدت الدراسة على أهم مظاهر التعايش الحضاري والمتمثلة بإرساء أسس العدل في المجتمع، وتحقيق المساواة المجتمعية في بيئة المدينة مع اختلاف قبائلها ودياناتهم وعاداتهم وتقاليدهم، بالإضافة إلى تأكيدها على الحقوق الفكرية والعقدية والاقتصادية بين الموقعين على بنودها، وبذلك تعد وثيقة المدينة بحق من أهم الوثائق التي أبرمت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.