الإعدام في مفهوم الأنثروبولوجيا النفسية

يشكل مجتمع المحكومين بالإعدام عالما موازيا للمجتمع السجني الموجود داخل المؤسسة الإصلاحية العراقية، والذي يشكل بدوره عالما ومجتمعا موازيا للمجتمع الذي تعيش فيه. وهذا العالم الضيق بمساحته وحريته يحتوي على العديد من الصراعات والآمال والخوف قلق الانتظار من القادم، فهو يشكل محطة مهمة من محطات القادم بالنسبة للسجناء الذين يعيشون فيه، فانتظار الموت واحد من اصعب اللحظات التي يمكن أن يعيشها الفرد، ولاشك أن هذا الانتظار ينعكس بصورة واضحة على الحياة  اليومية للنزلاء المنتظرين، خصوصا من حيث طعامهم وتصرفاتهم وأحلامهم وتوقعاتهم وحالتهم الصحية وعلاقاتهم طويلة الأمد والطموحات التي يرغبون في الوصول اليها، ولا شك ان السجن ثقافة خاصة الا انها لا تنسلخ تماما عن الثقافة الام التي يتفرع منها النزيل والتي جاء من عالمها ملفوظا بتعت فعله الجرمي،  اذ استنتجت الدراسة وفقا لنظرية العالم جوفمان وكذلك فرويد ان عملية التفاعل التي تحدث داخل السجن وعملية الوصمة وعمليات التعامل المؤسسي واماتت الذوات وكذلك الازدواجية في التعامل والشذوذ الموجود رغما لبلوغ مرحلة الموت، كلها تعطي نموذجا تأسيسيا لعمل كل من الحياة اليومية للمحكومين بالإعدام والمؤسسة السجنية المكلفة بعمل ذلك العالم الخاص.، فيتحرك النزيل وفقا لما هو مرسوم له ويتصرف حسب ما تم تهيئيه له من أدوار مؤسسية لا يعلم هو انها اعدت لا ماتت ذاته وصناعة  ذات أخرى مؤسسية تكون اكثر استسلاما