تراوح أساليب التنشئة الاجتماعية ما بين التسامح والعنف للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة

يسعى البحث إلى الوقوف على مدى اتسام أساليب التنشئة الاجتماعية التي تمارسها الأم بالعنف تجاه الأبناء، الذين تتراوح أعمارهم ما بين سن الثالثة ودون السادسة. وقد تم تحديد مجموعة من أنماط السلوك المخالف من قبل الأبناء ووضع تعريف إجرائي لها، وكذا أنماط عقاب الأم، يمكننا من الوقوف على طبيعة المادة الميدانية المطلوبة لهذه الدراسة وتصميم أداة جمع البيانات، واختيار عينة الدراسة، وقد توصل البحث إلى وجود تقارب بين أنماط وأساليب التنشئة الاجتماعية التي تعرضت لها الأم في مرحلة الطفولة المبكرة، وبين ما مارسته تلك الأم من أنماط وأساليب للتنشئة الاجتماعية تجاه الابن (الابنة) في مرحلة الطفولة المبكرة، ولعل ذلك التقارب يعزز مقولة دورة العنف، وقد احتل نمط العقاب البدني المرتبة الأولى في عقاب الأم للابن أو الابنة، وجاء في المرتبة الثانية نمط العقاب اللفظي، وفي المرتبة الثالثة الخصام والإهمال. وهناك علاقة طردية بين اتجاه العقاب نحو التشدد والعنف وبين تصاعد حدة الخلافات الزوجية حتى أن 54.1% من الزوجات ذكرن أن الخلافات مع الزوج كانت تجعلها تعامل الأبناء بقسوة غير ضرورية.