دور قوات الحشد الشعبي في عودة النازحين الى اراضيهم

تعد عملية " التهجير والنزوح " في العالم بصورة عامة ، والعراق بصورة خاصة ، من اخطر وابشع المشكلات اليوم التي تهدد الانسانية ، اذ انه من يلتقي بالمهجرين والنازحين ويستمع الى قصص نزوحهم عن اراضيهم ، لا شك انه سيصاب بالذهول والدهشة ، لعظيم معاناتهم ومأساتهم ، فلنا ان نتصور : كيف ان الناس خرجوا من مناطقهم وكثيرا منهم لا يعلم عن حال باقي افراد عائلته واين هم ، وما هي وجهتهم ؟ ، والبعض الاخر من لهم معاق او مريض او مسن في اسرتهم ، فاضطروا الهروب وتركه في الدار، او تركه على طريق الهروب بعد ان داهمهم الخطر ، بل ان البعض تركوا في الدار بعض افراد اسرتهم حينما اعياهم التعب والجوع والعطش ، ولم يكن لهم وسيلة لحملهم ، فالعديد من الناس قد نزحوا هاربين سيرا على اقدامهم ، ومنهم من لم يستطع دفن ذويهم حينما قتلوا امامهم . ان مثل هؤلاء الناس من المهجرين والنازحين يحتاجون الى استعادة اوطانهم واستعادة كرامتهم ممن حاول تدميرهم واهانتهم وغزوهم وسرقتهم. فكان ذلك من خلال قوات الحشد الشعبي. وتعد قوات الحشد الشعبي، مجموعة من البشر الذين كان لهم مواقف انسانية عدة، عبرت بصورة مباشرة عن حبهم وانتمائهم للوطن، اذ هب ابناءنا واخواننا من الحشد الشعبي بمختلف أعمارهم شيباً وشباباً ويافعين بحمل السلاح والانخراط في الحشد والمشاركة في تحرير المناطق المغتصبة من الدواعش المجرمين وأعطوا ثمن ذلك انهاراً جارية من دماء الشهداء المضحين من اجل عزة وكرامة وشرف جميع العراقيين ملبيين نداء المرجعية الرشيدة دفاعاً عن الأرض والعرض. ومن اجل التعرف على دور الحشد الشعبي في استرجاع الاراضي المحتلة للنازحين، قامت الباحثة ببناء مقياس للتعرف على ذلك الدور، والذي تالف من (16) فقرة، تم الاجابة عليها من قبل عينة البحث البالغة (200) من النازحين من كلا الجنسين (ذكور – اناث) من منطقة جبل المنصورة في محافظة ديالى. وبعد تطبيق فقرات الاداة على عينة البحث، اظهرت النتائج بان هناك دور كبير لقوات الحشد الشعبي في استرجاع عدد من المناطق للنازحين العراقيين في محافظة ديالى، وهذا يعني الانتصارات الهائلة التي حققها مقاتلينا من قوات الحشد الشعبي في تلك المناطق المحتلة على ايدي عناصر داعش الارهابية.