الظلم السياسي وأثره على المجتمع في ضوء القرآن الكريم دراسة موضوعية

الظلم السياسي آفة من الآفات التي تنزل بالأقوام والشعوب, فتدمر كيانها، وتهلك أهلها، وتأتي على الأخضر واليابس فيها، وحين يزداد الطغيان بين الناس، وتستشري شروره, ثم يركن الناس إلى الطغاة، ويستمرئون الخضوع والاستكانة لمظالمهم وطغيانهم، يعمهم الله بالعذاب، ويحاسبهم على ذلك محاسبته للطغاة أنفسهم.وقد جمع البحث دراسة لموضوع الظلم السياسي, وأثره على المجتمع, في ضوء القرآن الكريم, دراسة موضوعية, وقد أورد الباحث آثار الظلم السياسي, وصوره, وكيفية مواجهته، ويشتمل على المبحث الأول: تعريف الظلم السياسي، والمبحث الثاني: صور الظلم السياسي، والمبحث الثالث: مواجهة الظلم السياسي ودفعه، والمبحث الرابع: آثار الظلم السياسي، وذلك من خلال المطلب الأول: آثار الظلم السياسي المعنوية على المجتمع، والمطلب الثاني: آثار الظلم السياسي المادية.وخلُص البحث إلى ما يلي: حث القرآن الكريم الحكام على مراعاة العدل في المسؤولية، ونبه على شناعة الاستبداد بالحكم, والاستفراد بالسلطة, وتجاهل مبدأ الشورى, الضامن لحقوق ومصالح الحكام والمحكومين معاً.يترك الظلم آثاراً مادية على المجتمع منها، الحملات الإعلامية التشويهية، ومنها الاتهام بالكذب، والاتهام بالسحر، والاتهام بالجنون والسفه، والاتهام بالتآمر ضد مصالح الأمَّة، والاتهام بالتآمر لقلب نظام الحكم، وكذا الحرب النفسية، ومنها التحقير، والتثبيط والتشكيك، كما يترك الظلم في المجتمعات كذلك آثاراً معنوية وهي بث الفرقة بين أفراد المجتمع، واستعباد الشعوب، واللجوء إلى استخدام البطش والإرهاب، ومصادرة الحريات.بيان القرآن لوجوب مقاومة الظالم بالوسائل المتاحة، واشتماله على مبادئ عامة يسترشد بها المحكومين من طرف سلطة ظالمة إلى سبل مقاومتها ودفع ظلمها عنهم، وهي تفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في دفع ظلم الحكام وأهمية تعهدهم بالنصيحة، واعتزال الظالمين، وعدم التعاون مع الظالم، و الامتناع عن طاعته فيما فيه معصية الله، و الجهر بالمظلومية، و إصلاح النفوس، و الدعاء على الظالم.