اتجاهات فهم دور الفاعلين الدوليين فى العلاقات الدولية–دراسة مسحية فى الأدبيات المعاصرة

يدور البحث حول رؤية الاتجاهات الفكرية للفاعلين الدوليين ودورهم فى العلاقات الدولية، حيث يعد ظهور كيانات جديدة من غير الدول من الظواهر التى اتخذت موقعاً مهماً فى تحليلات الكثيرين من الباحثين و الأكاديميين المنشغلين بحقل العلاقات الدولية ،الأمر الذى جعل البعض يشير إلى تنوعاتها ودورها المتنامى الذى أصبح يوازي دور الدولة، إن لم يكن بديلا عنه في بعض الأحيان. وكما هو مرصود فقد اتخذت تلك الكيانات أشكالا متعددة منها؛ المنظمات الدولية الحكومية، و غير الحكومية ما أصطلح حديثًا على تسميتها بمؤسسات "المجتمع المدني الدولي"، وجماعات الضغط الدولية، إلى جانب الهيئات أو المؤسسات دولية النشاط؛ كالشركات متعددة الجنسيات، فضلا عن التنظيمات الفوضوية ذات التوجهات والأهداف الدولية فى إشارة واضحة لدور التنظيمات الإرهابية، وحركات الكفاح المسلح؛ والتي أصبحت تحتل موقعا ضمن قوائم الإرهاب الدولي. فالملاحظ؛ أن هذه المؤسسات و تلك الكيانات قد تزايد عددها بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة، وإن كانت نشأة البعض منها تعود إلى سنوات طويلة سابقة، كهيئة الأمم المتحدة، و اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلا أنه وبصفة عامة هناك ما يشبه الاتفاق العام لدى الباحثين على التسليم بحقيقة أن تلك الكيانات وغيرها من الأنماط الأخرى-على اختلاف أنواعها ومراكزها القانونية- قد أسهمت بشكل أو بأخر برفع درجة كثافة التفاعلات والأحداث في منظومة العلاقات الدولية، إلى الحد الذي قاد البعض إلى التحدث صراحة عن سياسة مدنية عالمية World Civic Politics.ومن المهم الإشارة أيضا إلى إسهامات المدارس الفكرية فى تفسير دور هؤلاء  الفاعلين ومدى تأثيراتهم فى البيئة الدولية ،وهذا ما حاول البحث التطرق إليه بالرصد و التحليل .